إذا فسدت القيم والأخلاق انهار الإنسان وأصبح حيوانا مفترسا فاقد الأهلية والإنسانية والحياء أيضا.. فإذا نظرنا إلى بعض الأقوام الماضية في تاريخ البشر فإنهم هلكوا لأجل انحرافهم وطغيانهم ومعاصيهم وفساد أخلاقهم وتفشي الرذيلة والمعصية.. حتى تلوثت الطبيعة البشرية وفطرة الله في خلقه وتحولت إلى نفايات فكرية تنتشر في المجتمع كالوباء الخبيث تنزع منه ورقة التوت عند أول اختبار رباني حتى سقط كل شىء.
فمنذ أيام خرج علينا نوع جديد من السلوكيات الفاضحة روج لها وبشكل «وقح» الفن الذي وصل إلى أقصى درجة من الاسفاف والعري والانحطاط الأخلاقي.. إلخ من التوصيفات العنيفة التي تصل لأقصى درجاتها في وصف هذا النوع من الفنون والذي نفسي بيده تعرف «بالفن التجاري» الذي لا يهدف سوى إلى الربح والذي يلعب على إشعال الغرائز بغض النظر عن أبعاد ترويج مثل هذه الأفكار الهدامة التي تسقط أمم وتفرق جماعات. إنه فن يروج للرذيلة ويستحل الشذوذ للنوعين حتى ولو في نطاق الأسرة الواحدة آخرها فيلم «أصدقاء ولا أعز» يوجه رسائل قبيحة جاءت من الغرب، بدأت تنتشر خلال السنوات الأخيرة كنتيجة حتمية لانتشار منصات إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بكل أنواعه الفيس بوك والواتس والانستجرام، وغيره من عشرات برامج «الشات» التي انتشرت كالسرطان ينهش أعراض المجتمع لتكشف المستور تبيح الرذيلة بكل أنواعها انتشرت سريعا بين كافة طوائف المجتمع، روج لها هذا الفن «الوقح» التي شاهدنا فيها كل العجب سلوكيات شاذة غريبة مستوردة غيرت مسار المجتمع المصري الذي كان يرتدي حلي البساطة والبراءة ولباس التدين بحجة الحريات أو مظاهر الإبداع.
فلم تعد الحروب المسلحة ذات التكلفة الباهظة أو الثورات المشتعلة لإسقاط الدول وتفكيك جيوشها وانهيار أجهزتها الأمنية وإشاعة الفوضى بها وسيلة ذات جدوى الآن في ظل الثورة المعلوماتية الهائلة ووسائل التواصل والاتصال الجماعي، بل أصبحت هناك وسائل واستراتيجيات أشد خطرا وشراسة وفتكا بالبشريه وهي حروب الجيل الرابع والخامس تحت بند هوس المنصات الالكترونيه.
نحن أمام ظاهرة فنية خطيرة يعاد صياغتها بشكل صادم يعصف ويهدم كل القيم والثوابت الدينية والنزعة الروحية لفطرة الله على عباده يروج لها الإنترنت واليوتيوب.
جاء رد الأزهر عنيفاً ليبث روح الطمأنينة ليعيد تصحيح الأوضاع لمجتمع «حيران» يرد هيبة وكرامة أمه وأجيال تربت على القيم والبساطة... الحمد لله على روح لسه الدنيا بخير.. فلم يتوان أبدا فجاء الرد سريعاً ليشتبك مع المتمردين على الفضيلة.
فقد أصدر مركز الفتوى العالمي للأزهر ليرد على صحبة إبليس، ليؤكد أن الضمائر اليقظة تدفع أصحابها نحو الإبداع المستنير الواعي الذي يبني الأمم، ويحسن الأخلاق، ويحقق أمن واستقرار المجتمعات.
أتذكر قول إبليس: «قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين»، وقال الله: «إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين» صدق الله العظيم.
اللهم ارزقنا الثبات في زمن الفتن، وثبت قلوبنا على دينك واصرف قلوبنا على طاعتك ورضاك.. وتقبل منا ولا تكلنا إلى انفسنا طرفة عين.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية
وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية