رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقي

 

 

 

ستظل السيرة الفنية لسيدة الشاشة المصرية والعربية فاتن حمامة مترعة بالجديد والمفاجئ، ورغم أنها رحلت فى مثل هذه الأيام قبل سبع سنوات، إلا أن «يوتيوب» مازال يهدينا بعض الأفلام الأجنبية والعربية، غير المعروفة للعامة تقريبًا، التى شاركت الست فاتن فى بطولتها مثل فيلم (القاهرة) الذى أنتجته الشركة السينمائية العالمية المشهورة (مترو جولدن ماير)، ولعب أدوار البطولة كل من جورج ساندرز وريتشارد جونسون وفاتن حمامة وأحمد مظهر وكمال الشناوى، وأخرجه وولف ريلا. الفيلم من إنتاج عام 1963.

لكن أغرب ما قدمته فاتن هو فيلمها غير المعروف إلا لعدد قليل من الجمهور (رمال من ذهب)، وسأشرح سبب غرابته فى السطور التالية. الفيلم إنتاج إبراهيم المدلل، وهو من المغرب، أما سنة الإنتاج، فهناك تاريخان، الأول عام 1967 كما جاء فى (دليل الأفلام المصرية والعربية فى مصر والعالم العربي) الذى وضعه الناقد والمؤرخ السينمائى الكبير محمود قاسم، بينما يؤكد «جوجل» أنه إنتاج عام 1971.

أما الأبطال، فقد كتبت السيدة فاتن قبل اسم الفيلم، ثم توالت الأسماء: إيلينا ماريا توخيرو، وروبين روخو، وكارلوس مونوز، وهم من ممثلى إسبانيا، ثم ضيفا الشرف دريد لحام ونهاد قلعى وهما من نجوم سورية، ثم عفو الله أحمد، وبتول ومحمد عفيفى، ويبدو أنهم من فنانى المغرب، وأخيرًا ببنط كبير بول بارج، وواضح أنه فنان إسبانى، ثم يأتى اسم المطرب المغربى المعروف عبدالوهاب الدوكالى بشكل مميز.

وفقا لما كتب فى الأفيش، فإن القصة والحوار من نصيب إحسان عبدالقدوس، بينما تؤكد مقدمة الفيلم أن إحسان أشرف على الحوار، وغير واضح من كتب القصة، فالصورة والأسماء فى النسخة المتاحة فى موقع «يوتيوب» باهتتان للأسف الشديد، فى حين أن الفنان على إسماعيل هو الذى وضع الموسيقى التصويرية، ومخرج هذا الفيلم النادر هو يوسف شاهين!

أحداث الفيلم باختصار تقع فى قرية مغربية تتوسط الصحراء، حيث تعشق البطلة «زبيدة» فاتن حمامة، ابن خالتها طارق المهووس بمصارعة الثيران، فى حين أن جاسر ابن عمها طلب يدها للزواج من والدها فوافق. فيقدم طارق على خطف زبيدة، وإيداعها أمانة عند شيخ القبيلة حتى يدبر مهرها الغالى وفقا للتقاليد والأعراف المعمول بها هناك.

المهم يعجب أحد الإسبان العاملين برياضة مصارعة الثيران بمهارات طارق ويصطحبه معه إلى مدريد ليصنع منه نجمًا مشهورًا. وبالفعل يهجر طارق قريته المغربية برمالها وصحرائها ليغدو واحدًا من أبطال مصارعة الثيران فى إسبانيا وينهمر عليه المال الوفير، فينسى زبيدة التى تهرب هى الأخرى وتذهب إلى إسبانيا بحثًا عن معشوقها المسافر. وبعد سلسلة من الأحداث والمفاجآت تصل إلى طارق الذى أصيب بضربة قاصمة من أحد الثيران، فيفقد ثروته وترافقه زبيدة لرعايته، فى الوقت الذى يصل جاسر إليهما ويكتشف مدى عشق الفتاة لابن خالتها، فيتركهما فى سلام.

من الواضح أن يوسف شاهين مغرم بفكرة الشاب الذى يتمرد على قريته ويغادر إلى المدينة بحثا عن الثراء والنجاح والمجد لكنه يخفق فى النهاية ليكتشف أن قريته أولى به، فقد صنع ذلك فى فيلمه المبكر (ابن النيل/ 1951) بطولة فاتن حمامة التى كان اسمها «زبيدة» أيضًا، وكذلك فيلم (عودة الابن الضال/ 1976).

احتشد الفيلم بخليط مشوش من اللهجة المصرية واللهجة المغربية المخففة، كما أن المخرج استعان بأصوات النجوم المصريين لعمل دوبلاج للممثلين الإسبان، فسمعنا نبرات توفيق الدقن وسناء جميل وعمر الحريرى ومحمود السبّاع، وحتى كابتن لطيف!

ليس عندى معلومات، هل عرض الفيلم فى مصر أم لا؟ ورغم أنه موجود فى يوتيوب منذ 30 نوفمبر الماضى، إلا أن عدد الذين شاهدوه نحو 320 فردًا فقط!