عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

غدا الجمعة ينتخب الكتاب مجلس إدارة نقابتهم الجديد. كم هائل من الخلافات والمشكلات والتحديات تواجه المجلس الجديد. ليست فقط تحديات مالية، نتيجة شح موارد النقابة، وإنما هناك تحديات أخرى بالجملة! ففى السنوات الأخيرة ارتكبت العديد من الجرائم والسرقات الأدبية.. حتى إن بعضهم تبجح ونسب قصائد لنفسه من أشعار نزار قبانى. وهناك من انتهكوا أعراض زميلاتهم بنشر قصائد مسيئة للتشهير بهن، وأحيلوا لمجالس تأديب لم تعلن نتائج تحقيقاتها حتى اللحظة! بعض السلفيين فكريًا «والمتوهبنين» يجدون لأنفسهم موطئ قدم داخل أروقة الاتحاد، فيحولون دون تأديب مثل هؤلاء المنتهكين لقيم الأخلاق والزمالة، ووصل الأمر إلى حد التجريح فى الأعراض، عقابًا لإحدى الشاعرات التى تكتب متحررة من كراسة الممنوعات!

-الكتاب والمبدعون ليسوا أساطير بالفعل، فمنهم من ينتحلون أعمال غيرهم ويزورونها ويسرقونها. ليس هذا تشهيرًا بالكتاب ولا المبدعين، فهم فى جلساتهم العادية يمارسون النميمة على بعضهم البعض، ويفضحون كل مستور.. من تحرش بفتاة، أو بمحارمه أو بخادمته، وحينما يعوزه الحرص ويقع فى المحظور فإنه يخوض صراعًا مريرًا لرفض ثمرة خطيئته!

-كل هذا ضعف إنسانى نقر به، ولا يمكن ان نهيل التراب على بعضهم لمجرد أنهم لم يغالبوا هذا الضعف، ولكن الذى لا يمكن توقيره أو احترامه هو هذا الانفصال الحادث بين الكلمة والفعل. انهم يطرحون أنفسهم أحرارًا وديمقراطيين وهم فى واقع الأمر- كثيرون منهم- لا يقبلون نقدا ولا اختلافًا مطلقا.. بل لا يقبلون رأيًا فى أعمالهم الإبداعية ويتصورون انهم بلغوا الكمال.

بعض الكتاب مثلا اختاروا أن يخوضوا الانتخابات هذه المرة، واستخدموا أساليب العصر فى التعريف بترشحهم عبر جروبات الـ«واتس اب».البعض تحدوهم رغبات نبيلة فى الخدمة النقابية، لكن بعض ما نشر عليها كاشف لأنه لاعلاقة له بالإبداع ولا التنوير ولا بمشاكل بالنقابة! لفتنى فى أحد هذه الجروبات أن مؤسسيها مثلا يتوسمون فى كاتب أو كاتبة نفعًا من إضافتهم للجروب، سواء للحوار أو التعارف أو حتى للتواصل الإنسانى، فتكشف لى ان منهم أعدًادا لابأس بها - رغم اهمية الحدث الذى سيشاركون فيه - تذمروا بشدة وانتقدوا اضافتهم للجروب.. وآخرون ضاقوا بآخرين فى نفس الجروب، وبالتالى غادره هؤلاء وأولئك بسرعة وكأن عقربًا قرصهم! القدرة على الحوار بين هذه الفئة- وبالطبع حتى بين الصحفيين الذين أنتمى إليهم- مفقودة.. فضيلة أن تسمع الآخر وتنصت له وتناقشه فيما يقول غائبة.. والحاضر فى مقدمة الأذهان هو التقييمات والتصنيفات والتغنى بالأعمال والبطولات! أيضا على هذه الجروبات غاب عن كثيرين تقديم برنامج أو خطة عمل.. فكيف اذًا يطلبون ثقة زملائهم اذا لم يبينوا أهدافهم من الترشيح؟! يبدو الأمر عند بعضهم نوعًا من الوجاهة الاجتماعية. لا أحد يتذكر أن كتابًا مرضى وقد يعانون عدم ايجاد ثمن العلاج، ولا أحد يطالب مثلا بكشف حساب عن أعمال القديم، وما الذى حدث فى وديعة الشيخ القاسمى (التى قدمها لمجلس اتحاد سلماوى) بمبلغ 20 مليون جنيه، وكم أنفق منها وكم تبقى وكم مستفيدا من خدمات نقابة اتحاد كتاب مصر؟

مثل هذه القضايا هى الأهم وهى الأوجب بالحوار والنقاش ولكن صدر المبدعين يضيق فى الواقع ويتسع فى الخيال.