رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«أعيدوا إلىّ فاطمة.. خذوا كل ما عندى وأعيدوا إلىّ فاطمة.. أعيدوا إلىّ بسمتها.. أعيدوا إلىّ ضحكتها.. أعيدوا إلىّ دمعتها.. إذا تبسمت فهى الشمس إذا أشرقت.. أعلم أنها فى الجنان عند الرحمن.. وأنها ربما تأخذ بيدى لهذا المكان.. لكن من أخذ فاطمة؟ أهو القضاء والقدر؟.. أم الإهمال والفساد والطغيان؟».. كانت هذه الكلمات الحزينة المؤثرة آخر رسالة تلقاها أحد الزملاء الصحفيين، من الدكتور محمد عبدالحليم، المعروف إعلاميا باسم «أيوب هذا العصر»، والذى فقد 5 من أسرته غرقا فى حادث العبارة الشهيرة «السلام 98»، التى تسببت فى وفاة 1034 شخصا من المصريين، غرقًا فى مياه البحر الأحمر فى الثالث من فبراير عام 2006.

فى هدوء شديد رحل الأسبوع الماضى عن عالمنا الدكتور «عبدالحليم»، من الحزن كمدًا على فراق زوجته، وأبنائه الأربعة فاطمة ونورهان وآلاء وعبدالرحمن، الذين ابتلعت جثامينهم مياه البحر الأحمر، أثناء عودتهم من زيارته فى المملكة العربية السعودية حيث كان يعمل حينها.

واظب الدكتور «عبدالحليم»، منذ رحيل أسرته على زيارة مقابر الصدقة بمحافظة البحر الأحمر سنويًا، التى تضم جثامين لبعض ضحايا الحادث الأليم لم يتم التعرف عليها، على أمل أن يكون أحد ذويه بينها.

سنوات طويلة ظل خلالها «أيوب هذا العصر»، يبحث عن حق أسرته فى قاعات المحاكم، ويطالب به فى وسائل الإعلام، رافضًا التصالح مع أصحاب العبارة، رغم ضخامة مبلغ التعويض المستحق له والذى يقدر بمليون و350 ألف جنيه، قبل أن يلحق بهم إلى دار البقاء.

قصة الدكتور محمد عبدالحليم، هى واحدة من عشرات الحكايات المُبكية والقصص المأساوية، التى تضمنتها السفينة المنكوبة، التى ستظل دليلًا صارخًا على فساد وإهمال وتخاذل العصور السابقة، وغياب الرقابة، فهى جريمة بشعة ضد الإنسانية لن ينساها التاريخ، اُرتكبت دون محاسبة المقصرين، خاصةً بعدما كشفت التحقيقات أن العبارة كانت لا تصلح للسير، ما يعد استهتارًا بالأرواح.. رحم الله الفقيد الراحل محمد عبدالحليم وضحايا العبارة السلام 98.

[email protected]