عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

حب الوطن، او الانتماء للوطن، يتعبر من الأمور الهامة لتقدم الشعوب والأمم، وعادة ما يزداد حب الانسان بوطنه حين يشعر بحريته وان حقوقه مصانة.

فحب الوطن يعتبر من الامور التى يجب غرسها لدى الطفل فى المنزل حتى تثمر فى حقول الحياة المختلفة، وتتبلور معاييرها فى المؤسسات التعليمية، ثم تنضج فى الجامعات والمعاهد العالية، اما إذا تهاونت الأسرة فى غرس حب الوطن بالطرق السليمة أو قصرت المؤسسات التربوية، فى تقديمه بالصورة الصحيحة التى تشكل وعى الأفراد بأهمية حب الوطن، حينها ستتراجع الصورة الزاهية لحب الوطن وتظهر فجوات الخلل التى تتسلل منها السلبيات حتى يبدو التغنى بحب الوطن، مجرد كلامًا لا يؤثر فى أحد ولا يتجاوز الحناجر.

ولاريب أن لكل شخص طريقته فى حب الوطن، فإذا كنت شاعرًا فلتكتب أجمل الكلمات فى حب الوطن، وإن كنت إعلاميًا فواجبك أن تتحدث عن حب الوطن وتزرعه فى قلوب المشاهدين، وإن كنت معلمًا فيجب أن تغرس حب الوطن فى فكر طلابك، وإن كنت طبيبًا فلتتفانَى فى معالجة الفقراء والمساكين من أبناء بلدك، وإن كنت رجل أعمال فلا تبخل على وطنك بالمشاريع التنموية التى تحسن من قيمة البلد، وإن كنت مغتربًا فلا يفتك أن تتحدث عن أجمل ما فى وطنك مع كل من حولك وتتباهى به.

اتذكر فى صباى كيف كان الادباء والمطربين يهتمون دائما بالكتابة والالقاء فى حب مصر، فها هو الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب كانت له أغان وطنية عديدة فى حب مصر، أذكر منها اغنية (حب الوطن فرض عليَّ افديه بروحى وعنيَّ)، كما أتذكر الموسيقار الراحل سيد درويش فقد كانت له ايضا الالحان والاغانى عديدة ترتبط بحب مصر ومن هذه الأناشيد، نشيد (بلادى بلادى لك حبى وفؤادي)، فهذا النشيد مازلنا نتغنى به حتى الآن اثناء السلام الوطنى، كنشيد الوطنى للبلاد.

ومن الأمور التى لا انساها عن ارتباط الفرد بوطنه، اننى كان لى صديق تزوج اجنبية وحين انجبت زوجته توجهت اليه لتقديم واجب التهنئة، واصطحبنى صديقى لرؤية المولود، ففوجئ بأن علم الزوجة قد وضع على فراش الطفل، فسألت متعجبا الطفل الآن لا يرى شيئا، فقالت الزوجة، اعلم ذلك، ولكن اتمنى حين يبدأ الابصار ان يكون علم بلده اول شيء يشاهده. فهذا هو ارتباط الشعوب بأوطانهم يهبون على حبها والارتباط بها.

صحيح ان الظروف فى الماضى تختلف كثيرا عن الظروف الآن، ففى الماضى كان الاحتلال هو الدافع لتحرك الشعب، فكانت اغلب الأناشيد والاغانى تدور فى حب الوطن واستقلاله، كما انه فى الماضى لم تكن هناك هجرة للطبقة العاملة، بل ان العكس هو الصحيح فكانت الجاليات الأجنبية هى تأتى لمصر، اما الان فقد أصبح شبابنا يفضل السفر للخارج، حتى لو اضطر إلى المخاطرة بحياته، كما ان الاحترام فى الماضى كان هو السمة السائدة لدى الشعب، ولكن مع الأسف ضاعت اخلاقيات كثير وتغيرت وحلت محلها أمور كثيرة يصعب عليَّ ذكرها.

لقد أحسن الرئيس السيسى بوضع علم مصر فى كل المناسبات الوطنية، فعلم مصر يعتبر رمز مصر، وبالتالى من المهم ان يتم ترسيخ انتماء الفرد للعلم، فتحية العلم التى يؤديها ابناؤنا فى المدارس لها أهمية قصوى لأنها تنمى لدى الطفل منذ الصغر حب الوطن، وهكذا رويدا رويدا يعود الانتماء لشعب مصر.

وتحيا مصر.