رؤى
لماذا لا يستثمر العرب فى قطاع غزة؟ لماذا نرى مساعدات مادية وليس مشروعات تمتص البطالة وتوفر للغزاويين بعض ما يحتاجونه من سلع؟
منذ عدة سنوات استضاف الإعلامى جابر القرموطى فى برنامجه الشهير مانشيت رجل الأعمال نجيب ساويرس قال ساويرس بالحرف: لكى استثمر فى غزة هات لى إنى مش مطبع مع إسرائيل، وانى اساعد أهل غزة.
وقال حاولت انا وبعض رجال أعمال قبل اسبوعين، ومن خلال اجتماع عن القدس ضمن نشاط مؤسسة ياسر عرفات فى الجامعة العربية وبحضور عمرو موسى، إمكانية مساعدة الفلسطينيين وفلسطين بطريقة جديدة وجادة، تتضمن شراء بعض الأراضى المقدسة التى يشتريها اليهود والحفاظ على هويتها وقدسيتها، إلا أننا وجدنا جبهة معارضة شديدة ترفض قيامنا بهذا، مبررة ذلك بانه تطبيع. وللأسف كانت الجبهة الرافضة فلسطينية، رغم أنى عرضت شراء مقدسات إسلامية أولا حتى لا يقول البعض إنى أنقذ مقدسات المسيحيين فقط، ولم توافق تلك الجبهة المعارضة على ذلك».
وكلام ساويرس هذا جد خطير جدا، لأنه يؤكد أن ما اخترعناه نحن تحت مسمى التطبيع ساهم كثيرا فى خنق الشعب الفلسطينى ومحاصرته، كما شارك كذلك فى ضياع بعض الأراضى والمقدسات التى يمكن انقاذها من التهويد، حيث إن وصمة التطبيع هذه جعلت رجال الأعمال المصريين والعرب ينصرفون عن المساهمة فى اعادة اعمار غزة، وقيدتهم عندما فكروا فى انقاذ بعض المقدسات، فما الذى يجعله يدخل نفسه فى موضع الخائن المطبع.
لماذا رفض الغزاويون، بل جماعة حماس عروض الاستثمار العربية فى القطاع وصنفوها ضمن عمليات التطبيع، هل خوفا من توقف المساعدات الدولارية الأوروبية، ماذا لو فكر رجال الأعمال العرب فى الاستثمار بالضفة؟
لذلك فإن ساويرس مطالب بأن يذكر لنا نوعية المشروعات التى طرحت للمساندة والمساهمة، وهل كانت فى غزة أم مدينة القدس القديمة أم فى مدن اخرى محتلة؟ وعلينا نحن أن نعيد التفكير فى ما اخترعناه بأيدينا وأصبح طوقا حول عنقنا: ما التطبيع؟ وهل ما كان يسمى بالتطبيع منذ ثلاثين سنة ماضية يعد تطبيعا اليوم؟ وهل هذا الاختراع لا يحتاج إلى اعادة ضبط فى الاصطلاح؟ وهل الاستثمار فى غزة يعد تطبيعا؟ وماذا لو كانت للفلسطينيين فى غير غزة هل ستكون تطبيعا؟