رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

اختلف المؤرخون حول أول ترجمة فى العصر الأموى، المستشرق نالينو يرى أن أول كتاب تُرجم إلى العربية تمت ترجمته سنة 125هـ أى فى أواخر العهد الأموى الذى كانت مدته من سنة 40 إلى 132هـ. وبعض المؤرخين ينقل مباشرة ما رواه محمد بن إسحق النديم فى كتابه «الفهرست» من أن أول ترجمة تمت على يد خالد بن يزيد بن معاوية نحو سنة 80هـ.

وفيليب حتى يرى (تاريخ العرب صـ 324) أن أول كتاب طبى علمى بلغة الإسلام كان ترجمة ماسرجويه قبيل عهد عمر بن عبدالعزيز رضى الله عنه نحو سنة 90هـ أو ما حولها.

يجب أن نذكر أن أول ترجمة فى العهد الأموى تمت على عهد معاوية بن أبى سفيان الذى توفى سنة 60هـ. كان معاوية مغرماً بالاطلاع على سِير الملوك وسياستهم، وقد مر بنا فى الفصل الأول أنه استقدم عبيد بن شرية الجرهمى أحد رواة اليمن، وأنه أمر أن تدون رواياته فى كتاب طبع فى عصرنا، ولم يقتصر اطلاع معاوية على المصادر العربية، وإنما ترجمت له كتب أخرى، كما يدل كلام المسعودى فى كتابه «مروج الذهب» الذى تحدث عن برنامجه الخاص كل ليلة قائلاً: «ثم يدخل فينام ثلث الليل، ثم يقوم فيقعد، فيحضر الدفاتر فيها سير الملوك وأخبارها والحروب والمكايد، فيقرأ ذلك عليه غلمان له مرتبون، وقد وكلوا بحفظها وقراءتها، فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسات. وفى الغالب حسب رأى جورجى زيدان أن تلك الكتب كانت باللغتين اليونانية واللاتينية. وفيها أخبار اليونان والرومان كالإسكندر ويوليوس قيصر وهنيبال، وأن الغلمان كانوا يفسرونها له بالعربية.

ومن الكتب التى ترجمت فى عهد معاوية كتاب أرسله إليه ملك الصين يحتوى على علوم الصناعات الصينية، حيث وصل الكتاب إلى خالد بن يزيد بن معاوية وكان يعمل منه الأعمال العظيمة من الصنعة وغيرها  (الذخائر والتحف صـ 9).

خالد بن يزيد هذا بدت شخصيته غريبة للذين لم يدققوا فى دراسة ذلك العصر. وقد وجدوا أن المؤرخين القدامى يحدثونهم عن أمير عربى يهتم فجأة بالكيمياء والعلوم الطبيعية دون أن يتطرق أولئك الرواة إلى عوامل مهدت لهذا الاهتمام المفاجئ، ولهذا نجد بعض المؤرخين مثل ابن خلدون فى المقدمة والمستشرق ألدوميلى فى كتابه العلم عند العرب وآثره فى تقدم العلم العالمى ينكرون وجود شخصية كهذه تبرز من العدم فتهتم بأعقد العلوم، والناس من حولها بدو غير مثقفين.

[email protected]