رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

اكتشف الأثرى اليهودى «فلندرز بترى» لوحة من الجرانيت الأسود فى المعبد الجنائزى الخاص بالملك «مرنبتاح» فى طيبة وأطلق على هذه اللوحة اسم «لوحة إسرائيل» وكتب على ظهرها ثمانية وعشرين سطرًا بالمصرية القديمة، أنشودة شعرية تمجد انتصارات الملك مرنبتاح «1224- 1214 قبل الميلاد» ابن رمسيس الثانى من ملوك الأسرة التاسعة عشرة على الليبيين والمتمردين عليه فى المدن الفلسطينية والسورية وهذه اللوحة كانت خاصة بالملك «أمنحوتب الثالث» وأخذها مرنبتاح وسجل على ظهرها انتصاراته، استهل الشاعر نصه بتمجيد مرنبتاح ووصف جسارته وشجاعته فى الحرب التى شنها على الليبيين، وأغلب سطور اللوحة خاصة بمعركته مع الليبيين، وابتداء من السطر الخامس والعشرين يصف الشاعر انتصاراته فى سوريا وفلسطين وهى حسب ترجمة برستد:

«لقد خضع الملوك صائحين: سلام

فلم يرفع رأسه فرد من القبائل التسع ذات الأقواس

لقد أتلفت ارض تحنو

وأرض الحيثيين اسكتت كذلك

أما أرض كنعان فسلبت بأشد قسوة

وأما عسقلان فأخذت وكذا جازر استولى عليها جلالته

وقد انعدم اثر مدينة يانوعام

لقد أبيدت إسرائيل واستؤصلت

وأصبحت فلسطين أرملة ضعيفة لمصر

واتحدت البلاد وخيم السلام على الجميع

وأصبح الملك مرنبتاح يوثق بحباله كل من يثور على النظام»

هذه هى قراءة جيمس هنرى برستد للنص المصرى القديم، وهى مثبتة فى كتابه «تاريخ مصر» الذى نقله للعربية «حسن كمال» وإذا استعرضنا النص الذى ترجمه مكتشف اللوحة، وقام بنقله للعربية د. سليم حسن «فى موسوعته وكتاب الأدب المصرى القديم»، يتبين لنا الاختلاف الكبير، سواء بين برستد وبترى، أو بين حسن كمال وسليم حسن، حيث جاء النص كالتالي: «ويقول الرؤساء مطروحين أرضا السلام/ ولم يعد يرفع واحد من بين قبائل البدو تسعة الأقواس رأسه/ التحتو قد خربت/ وبلاد خاتى أصبحت مسالمة/ وكنعان أسرت مع كل خبيث/ وأزيلت عسقلان/ وجيرز قبض عليها/ وبنوم أصبحت لا شىء/ وإسرائيل خربت وليس بها بذر/ وخارو أصبحت أرملة لمصر/ وكل الأراضى قد وجدت السلم/ وكل من ذهب جائلا أخضعه ملك الوجه القبلى والوجه البحرى «ابن رع» محبوب «آمون» ابن الشمس «مرنبتاح» منشرح بالصدق/ معطى الحياة مثل «رع» كل يوم!

بالمقارنة بين النصين فلنقف على عدة اختلافات فى قراءة النص الهيروغليفى عند برستد وبترى وفى قراءة النص الإنجليزى لدى حسن كمال وسليم حسن وأبسط هذه الاختلافات وأيسرها، أسماء المدن «التحتو» عند بترى هى «تحنو» عند برستد، وبلاد «خاتى» وهى الشام قرأها برستد «الحتيين» وأرض كنعان التى أسرت عند بترى مع كل خبيث، نجدها عند برستد سلبت بأشد قسوة، وجيزر التى قبض عليها استولى عليها برستد لجلالته «مرنبتاح» وبالنسبة للنص الإنجليزى فيتضح الاختلاف فى رسم أسماء المدن «جازر» كما كتبها حسن كمال، هى «جيزر» عند سليم حسن، و«يانوعام» لدى حسن، هى «بنوم» لدى سليم.. وللحديث بقية.

[email protected]