رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

لم أعد أحتمل قراءة أخبار جرائم القتل والخطف والسحل والدعارة، كما أننى أصبحت أخاف من مشاهدة أفلام العنف التى يتم تقطيع فيها الأشخاص أو تعذيبهم، ربما لأننى أصبحت مسنًا، فقد بلغت عامى الثالث والستين، وربما لأن الجرائم التى يكتب عنها أو يتم تمثيلها فى الأفلام أصبح العنف فيها مبالغًا بشكل مقرف، وربما لإمعانهم فى ذكر تفاصيل الجرائم.

قبل سنوات عملت كمحرر ديسك لقسم الحوادث، وكنت أعيد صياغة أغلب أو بعض ما ينشر فى صفحة الحوادث، وأذكر أن الجرائم لم تكن بهذا العنف، ولم يصادف أن أحدًا قتل أولاده أو قام بتعذيبهم حتى الموت.

فى إحدى السنوات اتفقنا على عدم نشر أسماء المتهمين حتى صدور حكم نهائى ضدهم، وبالتالى عدم نشر صورهم، وعدم نشر تفاصيل من المحامة قد تكشف هويته، وكذلك عدم نشر الأحراز الخاصة بمحمولهن ربما انتهت التحقيقات أو المحاكمة بالبراءة، نشر التفاصيل يقضى على الأسر، الأبناء يمتنعون عن الذهاب إلى المدارس او الجامعات، وينطوون فى المنازل خاصة البنات، أو تقوم الأسرة بترك السكن والانتقال إلى حى أو مدينة أخرى لا يعرف عنها شيء.

بعد مرور هذه السنوات ظننت أننا سوف نسمو بقيمنا وأخلاقنا، وتتسع رؤانا، ونبتعد عن فكر وصيغ التشفى والتجريس، لكن للأسف انجرفنا إلى ما هو أسوأ، أصبحنا نذهب بالكاميرات والأقلام إلى بيوت المتهمين، نستطلع الخبر من أسرته وجيرانه، ونتسابق على نشر صوره وصور أولاده أو أفراد أسرته، ونتنافس يوميًا فى التجريس والتشويه وهدم الأسر.

ويومها اقترحنا أن نسن قانونًا نجرم فيه نشر صور وأسماء المتهمين، وكل ما يكشف عن هويته ومسكنه، وذلك حفاظًا على تماسك وكرامة الأسرة، من أخطأ يعاقب، وليس من العدل أن يعاقب بأكثر من عقوبة: السجن، والتجريس، وتحطيم أسرته، وأقترح أن تعاقب وسيلة الإعلام بالإغلاق لمدة شهر، وفرض عقوبة مالية فى أول مرة على من تسبب فى التشهير ومن سمح به، يجب أن نعود إلى إنسانيتنا مرة أخرى، وننبذ فكر النميمة والتشفى من صدورنا، يجب أن نتذكر أننا بهذا المسلك الحقير نقضى على أبرياء لهم حق الحياة الكريمة.

[email protected]