رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لقد كان انسحاب مجموعة من الفنانين فى بداية عرض فيلم «ريش» وكتابة العديد من مقالات الشجب والإدانة، بل وكيل الاتهامات لفريق عمل الفيلم ومبدعيه أمرًا غاية فى الغرابة وفى إثارة مشاعر الحزن والأسى.. فيلم يحصد الجوائز على مستوى عالمى يشرف مبدعيه ووطنهم فيوصف بأنه جاء إساءة لسمعة مصر.. وقد كان أولى بفنانى الانسحاب المقيت أن يستكملوا مشاهدة العرض والإعراب عن موقفهم عبر مناقشات الندوة بشكل موضوعى نقدى محترم.. وحتى بات موقف هؤلاء مثار استهجان أهل الاستنارة على صفحات التواصل الاجتماعى والحديث عن «عدوك ابن كارك» لغرابة وبشاعة أن يُصدر أهل الفن تلك الرسائل للمجتمع!!

وقد ذكرنى هؤلاء بحديث للشاعر والمفكر الجميل المهموم بقضايا وطنه فاروق جويدة ، وهو يتذكر بأسى ثقافة وفنون زمن الاحترام ومتعة المتلقى والإبداع الصادق والكفاح النبيل لإعلاء قيمة الفنون ورسائلها الإبداعية، وقال إن السلعة غير المطلوبة يَبطل إنتاجها.

وأضاف شاعرنا: «يبدو أن أصحاب الفنون الرديئة وقد فرضوا على الناس خيارهم فجعلوا من الفنون الجيدة والجادة سلعة غير مرغوب فى إنتاجها وإبداعها.»

وإذا كان ذلك رأى جويدة، تعالوا نتذكر قصيدة رائعة للشاعر الكبير عزيز أباظة نشرت منذ أكثر من 60 عاما فى مجلة الرسالة تناول فيها بالمديح والتقدير عبقرية نجيب الريحانى، قال فى مطلعها أبياتا جميلة لتثمين وإعلاء دور الفنون فى حياتنا منها:

مــلأ الكــــون روعـــــة وجــــلالاً            وشبا فى فجاجها الأضـواء

ثـم مس الدنيـــا بســحر عصــــاه              فاســـتحالت جميــلة غنــاء

ثم يشيد بفنون التمثيل فيقول:

قــل لمن آثـروا على المهن التمثيل               لــم تنفقـــوا الحيــاة هبـــــاء

فنكـم أكــرم الفنــون علــى الناس              وأبقى على الزمــان رواء

ويستطرد مشيداً بدور الكوميديا ورسالة الريحانى:

قطــع العمــر رائــداً يفجـــر النور          ويعشــى فى ضـوئه المشــبوب

راكـــزاً فنـــه ليبلـــــغ مرمـــــــاه              علـى ضـــاحـك مــــن التهـذيب

يضحك الناس ساخراً من هنـــات              الناس فى حكمة الأديب الأريب

وكــثيراً ما أفلـــح السـخر بالعيب               فأغـرى على اتقــــاء العيــوب

إننا أمام شاعر كبير يرى الريحانى قطبًا فارعًا وبديعًا، ملكًا متوجًا على عرش الإبداع الكوميدى، والأهم من كل ذلك الإشارة إلى الجهد والعرق المبذول للوصول إلى الهدف السابق تحديده برؤية واضحة.

أين نحن الآن من تلك العلاقة بين صناع الإبداع، وبينهم وبين رجال الفكر وقادة الإصلاح، وذلك رغم أن البلاد تمر بمرحلة مخاض لولادة متغيرات يمكن أن تشكل دافعًا لازدهار الفنون بكل أشكالها ومدارسها الإبداعية باعتبارها المدخل الأهم لأبناء وطن بات يعيش المستقبل على عتبات الجمهورية الجديدة.

إن الفنون الجيدة الصادقة تمثل الدليل للناس لكشف فساد المعايير التى يتولد عن اختلالها وتخلفها الوصول إلى اضطراب النتائج وتحقيق أهداف معكوسة.

لقد كان الفعل غير المسبوق بانسحاب البعض من قاعة عرض لفنون زملاء لهم بمثابة إجراء عملية فرز طبيعى بدون رتوش لأهل إبداع الزمن الضنين!!

[email protected]