رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رادار

 

 

فاجأنى ولى الأمر متسائلاً باندهاش: هل تتصور أن عقوبة غياب الطالب عن المدرسة بدون عذر مقبول لمدة 10 أيام متصلة هى عشرة جنيهات فقط - أى جنيهاً واحداً فى اليوم؟

سألته: هل قمت بالتوقيع على لائحة الانضباط المدرسي؟

أجاب: لا أتذكر بالضبط!

صمت قليلاً، قبل أن يواصل كلامه، قائلا: «ما أهمية هذه اللائحة؟ ربما أكون قد قمت بالتوقيع عليها ضمن الأوراق الروتينية المطلوبة لتسجيل ابنى فى المدرسة؟».

قلت له: الأهم من حكاية غرامة الغياب بدون عذر، هو أن هذه اللائحة، والتى أرجو أن تقرأها بعناية، تنظّم - ولو على الورق - حياة ابنك فى المدرسة، إذ تحتوى على بنود تضمن حقوقه وتحدد مسئولياته فى المدرسة.. بنود أخرى عن حقوقك أنت كولى أمر ومسئولياتك تجاه حياته فى المدرسة، وبنود عن حقوق العاملين فى المدرسة ومهامهم ومسئولياتهم.

باختصار: يمكنك أن تقول إن جميع الحقوق محفوظة!

العلاقة بيننا كأفراد وبين مدارس أبنائنا تحكمها «لائحة» معنية بتنظيم الحقوق والمسئوليات داخل الحرم المدرسي، ولا يمكن أن نختصرها فى هذه الغرامة الزهيدة للغياب بدون عذر مقبول!

هل أصبح الانضباط المدرسى حلماً بعيد المنال؟

ربما يكون حديث «الغرامة» الزهيدة - بما فى ذلك رسوم إعادة القيد أيضاً- دافعاً للأسرة التى لا ترى أى جدوى فى الحضور إلى المدرسة لفعل ما تراه مناسباً!

«الحرم المدرسي».. لقب أطلقناه احتراماً وتقديراً للمدرسة التى تربى وتعلم وتوفر لطفل صغير ما لا نقدر على فعله أو تحمله، وقديماً قالوا: «نحتاج إلى قرية بأكملها لتربية طفل»!

الخلاصة: يعود الطلبة إلى مدارسهم عندما توفر لهم مدرستهم ما لا يجدونه فى أى مكان آخر!

تصبح المدرسة تاجاً على الرأس عندما تعتنى بهم وتلبى احتياجاتهم الإنسانية أولاً.

سوف تسكن المدرسة كل القلوب والعقول، عندما يدرك ولى الأمر بينما يوقع على أوراق التسجيل فى مدرسة أبنائه - بعد أن قرأ وفهم بعناية التفاصيل كافةً - أن المدرسة والبيت وجهان لعملة واحدة!

ببساطة: إنها حكاية الأماكن التى تظل حاضرة بداخلنا بينما يمضى العمر، لأنها الأماكن التى تُربى وحدها فينا ما ينبغى علينا فعله فى كل مكان!

نبدأ من الأول!

[email protected]