رؤى
فى ظل الظروف التى تمر بها السياحة المصرية بسبب كورونا وإغلاق بعض البلاد منافذها، ومحاولة الحكومة المصرية فتح منافذ جديدة للسياحة وتشجيع السياح على زيارة مصر، وتقديمها بعض التسهيلات والمغريات، فى ظل كل هذا مازال البعض يتعامل فى فندقه بنفس العقلية القديمة التى تسعى وراء المال حتى لو كان ذلك على حساب السائح والسياحة بشكل عام.
بالأمس أمر النائب العام بحبس 3 مسئولين بفندق كبير فى منتجع الغردقة بالبحر الأحمر، شمل أمر الحبس كل من مساعد مدير الأغذية والمشروبات، ومسؤول الجودة بالفندق، وكبير الطهاة. لماذا؟ بسبب تسمم 47 سائحا معظمهم من روسيا، خلال تناولهم وجبة عشاء فى الفندق.
القصة تبدأ منذ يومين بتلقى بلاغ عن إصابة 14 نزيلًا من دولة أستونيا مقيمين بفندق بالغردقة بالإعياء، عقب تناولهم وجبة عشاء، كالعادة انتقلت النيابة للمعاينة واصطحبت لجنة مشكلة من مدير الطب الوقائي، ومدير إدارة مراقبة بالأغذية وصحة البيئة بمديرية الصحة، ومفتش الأغذية، ومراقب صحة البيئة بالإدارة الصحية، ومدير مكتب وزارة السياحة بالغردقة. وتم سحب عينات من أغذية الفندق بالمطبخ وثلاجات التجميد وأماكن التجهيز ومن الأطعمة ومصادر المياه المختلفة لفحصها وإعداد تقرير مفصل بما ستسفر عنه نتيجة تحليلها.
المضحك أنه خلال المعاينة تبين إصابة 29 آخرين من روسيا، و4 من التشيك وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج. النيابة قررت حبس المسئولين ووزارة السياحة أمرت بإغلاق الفندق.
بالله عليكم دققوا فى تفاصيل الواقعة، ستكتشفون أن الأغذية إما فاسدة أو منتهية الصلاحية، أو بسبب إهمال فى الحفظ والتخزين، يعنى العقلية مازالت كما هى لم يدخل عليها تطور، وستكتشفون أيضا أن السياح يمثلون ثلاث دول، أستونيا، التشيك، روسيا، وأن معظم المصابين من روسيا البلد التى منعت سياحها عن مصر ست سنوات، منذ حادث انفجار طائرتها. وقد عادت على مضض خلال الأيام الماضية.
ما هى الحكايات التى يحملها هؤلاء السياح لأقاربهم وأصدقائهم عندما يعودوا إلى بلادهم؟، هل سيتجاهلون حادث تسممهم فى الفندق؟ وما هو أثر هذا الحادث على الأقارب والأصدقاء؟ وما هى الصورة التى سترسخ عن مصر بعقليتهم؟ وما هى النصيحة التى سيحملها عند إصراره على زيارة مصر؟
الحكومة مطالبة بتشكيل لجان متخصصة لفحص الأطعمة قبل تقديمها للسياح، والكشف عن الأغذية المحفوظة والمخزنة فى الثلاجات، صحة السائح وسلامته هى صورة مضيئة لمصر.