عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

أعتقد أن أصعب لحظة ممكن أن يعيشها أى إنسان أو كيان هى تلك اللحظة التى يضطر فيها أن يمد يده طالبًا العون أو المساعدة للخروج من أى أزمة أو كبوة يمر بها، خاصة إذا كان هذا المد يأتى بعد عز عاشه.. هذا المشهد يحضر أمامى الآن وأنا أجد شركتنا الوطنية مصر للطيران تمد يدها طالبة العون والمساعدة ليس من أجل المظاهر ولكن من أجل أن تظل صامدة وسط تحديات وسوق تنافسى لا يرحم. 

ياسادة.. على الرغم من تأكيد خبراء اقتصاديات الطيران الدائم على ضرورة إدراك أن السياحة والطيران صناعتان مختلفتان وأن لكل منهما اقتصادياته، وأن التعاون بينهما مطلوب طالما يحقق إضافة للاقتصاد مع ضرورة الابتعاد عن أساليب الدعم المتبادل غير المدروس الذى لايؤدى إلا لخسائر مباشرة وغير مباشرة والإضرار بديناميكية السوق»...إلا أننا وفى واقعنا المصرى دائمًا ما يقدم الطيران الدعم للسياحة فى صورة تذاكر مخفضة حتى فى أحلك الظروف التى تمر بها شركته الوطنية من وقت لآخر وفى وقت لا يؤدى أو يتنازل فيه أصحاب الخدمة السياحية أنفسهم عن جنيه واحد من مكاسبهم ولنا فى أسعار الليالى الفندقية الآن خير دليل وشاهد، حيث تجاوزات أسعارها الثلاثة والأربعة آلاف جنيه لليلة الفندقية الواحدة.

يا سادة.. لا يستطيع أحد أن ينكر أن صناعة النقل الجوى فى العالم كانت تواجه تحديات فى السنوات الأخيرة‏‏ وأن شركات الطيران العالمية الكبرى واجهت ظروفًا غاية فى القسوة من جراء هذه التحديات وأضرارها البالغة على اقتصاديات التشغيل والأصعب من ذلك أنها واجهت فى الوقت نفسه أطماعًا وضغوطًا كبيرة من الركاب بعدم رفع الأسعار بل والحصول على خدمات أفضل وأسعار أرخص مع ضغوط شركات طيران «منخفضة التكاليف» التى بدأت تزداد فى العالم وتجد لها ركابًا لا يسعون إلى الخدمة المتميزة بل الأسعار الرخيصة فقط.

** يا سادة... كان ذلك هو المشهد قبل أن يأتى فيروس كورونا ليسبب للاقتصاد العالمى بشكل عام ولقطاع الطيران المدنى بشكل خاص خسائر فادحة قدرت بمئات المليارات من الدولارات، أما الواقع بالنسبة لمصر.. فقد قدر الاتحاد الجوى للنقل الجوى «أياتا» خسائر قطاع الطيران فى مصر، بقيمة 1.6 مليار دولار، نتيجة لخسارة 9.5 مليون راكب، وأن العاملين بقطاع الطيران المصرى، قد خسروا نحو 205 آلاف وظيفة بسبب تلك الأزمة.. وأن تلك الخسائر ستؤدى إلى خسائر فى الاقتصاد المصرى، تقدر قيمتها بنحو 2.4 مليار دولار وأنه يتوقع أن تبلغ خسائر شركات الطيران الصافية خلال عام 2020، نحو 84.3 مليار دولار، كما ستنخفض الإيرادات بنسبة 50% لتصل هذا العام إلى نحو 419 مليار دولار مقارنة بـ838 مليار دولار فى 2019.

وأوضح «الأياتا»، أن شركات الطيران لن تستطيع التخلص من تلك الخسائر والديون، خلال السنوات المقبلة، نظرًا لتراجع متوسط عدد الرحلات اليومية حول العالم، إلى نحو 81% نهاية الربع الأول من العام الحالى، بسبب توقف الطائرات فى المطارات، لافتًا إلى أن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط سجلت عدد رحلات جوية أقل بنسبة 95% فى الربع الأول.

وقدّر «إياتا»، حجم خسائر قطاع الطيران عالميا منذ تفشى جائحة فيروس كورونا بـ314 مليار دولار، بالإضافة إلى خسائر أخرى تقدر بـ550 مليار دولار، وهى عبارة عن ديون ناتجة عن توقف النشاط.. وأشار الاتحاد، إلى أنه بالرغم من أن هناك مؤشرات على أن الحركة تتحسن بشكل بطىء، فإنه من المتوقع أن تنخفض مستويات الحركة الجوية لعام 2020، بنسبة 54.7% مقارنة بعام 2019، بينما ستنخفض أعداد الركاب إلى 2,25 مليار راكب تقريبًا، أى ما يعادل تقريبا مستويات عام 2006.. وحذر الاتحاد من ارتفاع مستوى ديون شركات الطيران فى المستقبل، لافتًا إلى أن شركات الطيران دخلت عام 2020 فى وضع مالى جيد نسبيًا، مشيرًا إلى أن إجراءات المساعدة المالية التى اتخذتها الحكومات منعت إفلاس الشركات، إلا أنها زادت الديون من 120 إلى 550 مليار دولار أى نحو 92% من الايرادات المتوقعة فى العام 2021».

أما الطيار عمرو أبوالعينين رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران فأكد أنه متوقع أن تتكبد شركات الطيران على مستوى العالم خسائر تقدر بــ52 مليار دولار مع نهاية 2021، على أن يضاف لهم 12 مليار دولار مع نهاية 2022 القادم، بإجمالى 202 مليار دولار حتى نهاية 2022.

< يا="" سادة..="" وسط="" هذا="" الوضع="" المأساوى="" تحيا="" الشركة="" الوطنية="" مصر="" للطيران="" تصارع="" الوقت="" والظروف="" من="" أجل="" أن="" تظل="" صامدة="" وسط="" تحديات="" داخلية="" وخارجية="" تحديات="" داخلية="" تتمثل="" فى="" نظرة="" الاتهام="" دائمًا="" إلى="" أسعار="" تذاكرها="" بأنها="" مرتفعة="" دون="" النظر="" إلى="" قيمة="" الضرائب="" على="" تلك="" التذاكر="" التى="" لا="" يمكن="" الاقتراب="" منها="" بأى="" حال="" من="" الأحوال="" والتى="" تقدر="" الضرائب="" عليها="" إلى="" ما="" يقرب="" من="" ٤٠="" %="" وفى="" أحيان="" أخرى="" ٥٠%="" من="" قيمة="" التذكرة="" وبالتالى="" عند="" طلب="" تخفيض="" سعر="" التذكرة="" فهذا="" يكون="" من="" السعر="" الأساسى="" للتذكرة="" والذى="" يشمل="" رسوم="" التشغيل="" وأسعار="" البنزين="" وخلافه..="" وفى="" وقت="" تتم="" فيه="" المقارنة="" بشركات="" أخرى="" فى="" نفس="" التوقيت="" بشكل="" ظالم="" لا="" يراعى="" أن="" تكون="" المعطيات="" واحدة..="" وبالرغم="" من="" أن="" نظام="" السوق="" هو="" عرض="" وطلب="" وشركة="" مصر="" للطيران="" هى="" شركة="" تجارية="" تسعى="" للربحية="" فإنه="" يصبح="" من="" حقها="" رفع="" قيمة="" التذكرة="" لكى="" تستطيع="" الالتزام="" بالتزاماتها="" وبالرغم="" من="" ذلك="" لا="" تجد="" من="" يسمح="" لها="" بذلك="" وتبدء="" على="" الفور="" الحرب="" ضدها="" مرة="" بالإعلام="" المسموم="" الممول="" ومرات="" باللجان="" الإلكترونية="" الممولة="" ضد="" الوطن="" بأكمله="" تستهدف="" انهيار="" ووقوع="" كل="" ما="" يحمل="" اسم="" مصر="" وعلم="" مصر="" لسنا="" فى="" ذلك="" مدافعين="" عن="" أشخاص="" ولكن="" عن="" كيان="" محفور="" فى="" قلوبنا="" وعقولنا="" جميعًا..="" وتحديات="" خارجية="" تتمثل="" فى="" سوق="" تنافسى="" لا="" يرحم="" وشركات="" طيران="" تدعمها="" دولها="" بمئات="" المليارات="" من="">

< يا="" سادة..="" السؤال="" المنطقى="" الآن="" هو="" كيف="" تحيا="" إذن="" بالله="" عليكم="" تلك="" الشركة="" ؟...="" وكيف="" تسدد="" ديونها="" وتدفع="" مرتبات="" العاملين="" بها؟="" فحتى="" عندما="" طلبت="" من="" الدولة="" طلبت="" قروض="" لتسدد="" أقساط="" طائراتها="" وطلبت="" من="" وزارة="" المالية="" ضمانها="" وأكد="" أمجد="" عارف="" المستشار="" السياسى="" لوزير="" الطيران="" لشئون="" مجلسى="" النواب="" والشيوخ="" أن="" الشركة="" قادرة="" على="" السداد="" فى="" حال="" تحسن="" الظروف="" وعودة="" الحركة="" وأن="" القرض="" الذى="" تسعى="" مصر="" للطيران="" الحصول="" عليه="" بضمان="" سيادى="" وهذا="" يعنى="" أن="" هناك="" جهات="" دراست="" الأمر="" من="" جميع="" جوانبه="" وتأكدوا="" أن="" الشركة="" قادرة="" على="" السداد».="" وأكد="" أن="" هناك="" حالة="" من="" تطوير="" المطارات،="" وأن="" شركة="" مصر="" للطيران="" تستهدف="" الوصول="" إلى="" 107="" طائرات="" «وأن="" هناك="" هيكلة="" للشركة="" وتم="" دمج="" الشركات="" التابعة="" من="" أجل="" تقليص="" المصروفات،="" و="" أسعار="" تذاكر="" الطيران="" فى="" مصر="" للطيران="" تابعة="" لنظام="" «أماديوس»="" وهو="" يتيح="" للركاب="" حصولهم="" على="" تذكرة="" بسعر="" مخفض="" جدًا="" وهذا="" النظام="" معمول="" به="" فى="" العالم="">

يا سادة.. سنوات وسنوات منذ يناير ٢٠١١ والشركة الوطنية تكافح من أجل العيش والبقاء لا أتحدث عن أفراد ولكنى أتحدث عن كيان أجد دائمًا وأبدًا فى كل وقت يد خفية تكافح من أجل إسقاط هذا الكيان وكأنها مؤامرة لصالح بعض الأشخاص أو بعض الدول يدعمها فى أحيان كثيرة «إعلام مشوة» تجاه وزارة الطيران بشكل عام ومصر للطيران بشكل خاص على الرغم من أن الطيران المدنى أمن قومى ويتعلق بصناعة لا تحقق الربحية لأصحابها، وقد تلقيت الكثير من المكالمات والإيميلات من وزراء طيران سابقين ومسئولين سابقين بالطيران المدنى وخبراء طيران بعد مقالى السابق «أليطاليا ومصر للطيران دروس مستغادة» أكدوا فيها مخاوفهم بالفعل من تلك المؤامرة المستمرة تجاه الطيران المدنى منذ أكثر من ٨ سنوات وأن الدعوة إلى فتح السموات وخصخصة الشركة الوطنية كانت دائمًا هى مقدمة تلك المؤامرة ودائمًا ما يدعمها أصحاب الفشل فى أى قطاع.

يا سادة.. الحقيقة التى لا ينكرها إلا جاحد أن مجموعة شركات مصر للطيران كانت قد بدأت فى التعافى عام ٢٠١٧ بعد أن منيت بخسائر تخطت ١٥ مليار جنيه وذلك فى إطار خطة طموحة لوقف نزيف الخسائر وبداية العودة إلى تحقيق أرباح بجهود جميع العاملين بالشركة وكانت الخطة الاستثمارية لجميع الشركات التابعة لـ«مصر للطيران» وقتها تتعدى 3 مليارات دولار خلال الخمس سنوات المقبلة وقتها وأن الخطة كانت ستمول ذاتيًا وعبر القروض أيضًا.. وكانت قد سددت كل ديونها مع بداية عام ٢٠١٨ مما حبا بالقائمين على أمرها وقتها بعقد صفقة طائرات سميت وقتها بصفقة القرن نظرا لعدد الطائرات وكذلك قيمتها التى بلغت وقتها ٦ مليارات من الدولارات.

همسة طائرة... رسالة إلى القائمين على أمر هذا الوطن «ادعموا مصر للطيران» أما أصحاب المصالح الخاصة فنقول لهم.. ارحموا مصر شعبها وجيشها وشرطتها وشبابها... ارحموا الشركة الوطنية التى تحمل علم مصر شمالًا وجنوبًا.. شرقًا وغربًا.. أزمات كثيرة مرت بها مصر للطيران وظلت شامخة وعلم مصر يجوب العالم.. العاملون بها هم سفراء لمصر فى كل بلاد العالم... «ادعموامصر ولا تذبحوها وتذكروا أنها كانت فى وقت من الأوقات تدعم الاقتصاد الوطنى من العملة الصعبة بقيمة ٦٠% وقتها.. ادعموها من أجل اسم مصر وعلم مصر الذى تحمله على طائراتها».