رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

قرأت تصريحات د.شوقى علام مفتى الجمهورية فى احتفالية نقابة السادة الأشراف بالمولد النبى، وقوله إن ليلة مولد الرسول عليه الصلاة والسلام أفضل من ليلة القدر، وذلك متبعاً، على حد قوله، رأى بعض العلماء، ومبررهم فى هذا أنه لولاه لما نزل القرآن الذى نزل عليه، فلحظات ميلاده (صلى الله عليه وسلم) هى الأفضل.

وفى ظنى أن هذا الكلام لا يجب الالتفات إليه بالمرة، وكان على المفتى كمفتى يتولى دار الإفتاء أن يتورط فى هذه الآراء مجاملة لمن يطلقون على أنفسهم بالأشراف أوقناعة منه، فهذا مجرد رأى وليس فتوى، ولا وجه هنا للمقارنة، وتصريحه به سوف يخلط الأمر لدى العامة،

ونعتقد أنه غير صحيح، لأن ليلة القدر قد أنزل الله عز وجل فيها القرآن، وليلة مولد الرسول عليه الصلاة والسلام لم ينزل معها شيئا، ليلة القدر يغفر فيها الذنوب، ليلة مولد الرسول لم ولن يغفر بها الذنوب.

الله عز وجل بعث الرسول عليه الصلاة والسلام، وأى رسول من قبله، لكى يرشد الناس إلى الخالق، لكى يضع الذات الإلهية فى ذاتها الحقيقية، لكى يؤكد لهم أن الله واحد أحد، هو الذى خلق الإنسان والحيوان والجماد والسموات والأرض، وهو الذى لديه العلم والمعرفة، هو الأول والآخر، وليس هناك سواه.

كما أن الله عز وجل لم يختاره عليه الصلاة والسلام من بين البشر ويرسله لكى نعبده أونقدسه، بل نتبعه ونستمع ونؤمن بما نزل عليه، والقرآن كلام الله عز وجل، وإشادة الله بليلة القدر هى قول نهائى ولا يجوز مقارنته بما هو غيره، الله عز وجل شكر فى رسوله، ومن قبل شكر فيمن أرسله من أنبياء ورسل، وهذا لا يعنى أبداً، كما سبق أن قلت، أن نقدس هؤلاء الرسل، أشاد بسيدنا إبراهيم، وهو حسب التفاسير له أولوية، ولم نقدسه أو نحتفى بيوم مولده، الشىء نفسه وقع مع لوط وموسى ويوسف.

وعن ما أطلقوا على أنفسهم بالسادة الأشرف فهى جماعة ادعت أن نسبها يعود إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، والرسول توفى منذ أكثر من 1440 سنة، ومن الصعب بل من المستحيل تتبع نسبهم طوال هذه السنوات، الأهم من ذلك أن هذه الجماعة تؤمن بالعديد من الأمور غير المفهومة، مثل والدة الرسول، وأن مسجد الرسول أفضل من بيت الله الحرام فى مكة، وبول الرسول، وغيرها من المقارنات التى لا تقع فى غير محلها.

المفتى يجب أن يفرق جيداً بين الرأى والفتوى، ولا يورط نفسه كمفتى ويورط معه دار الافتار فى رأى، دار الإفتاء لا يجب أن يصدر عنها سوى الفتوى فقط.

---

[email protected]