رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

لاشك أن الهوية المصرية تظهر فى فنوننا عبر التاريخ واضحة وجلية، وهو ما يبدو بشكل أكثر فى الفنون التشكيلية، وهويتنا انعكست بشكل أروع من خلال أعمال الفنانين الرواد الذين تركوا بصماتهم من خلال أعمالهم التى تعكس تلك الهوية، مثل أعمال العبقرى «محمود مختار» سليل الفراعنة الذى استلهم من الحضارة الفرعونية مظاهرها الأبرز.. لقد ترك بالفعل بصمة عظيمة واضحة فى الفن المصرى الحديث تشهد بعظمة الأجداد..

وعبقرية المبدع «مختار» تتجلى فى سبل صياغته الفنية... ولا شك أن رؤيته الجديدة تؤكد على الشخصية المصرية الفريدة فى أعمال النحت.. ويعد فن النحت المصرى مدرسة يتعلم منها فنانى العالم...تميزت أعماله فى تشكيله للكتلة برصانة لا تخلو من ليونة الخطوط المحددة لها فى الفراغ، واستحداث حلول مبتكرة تعكس بحق المزج البديع بين الأصالة والمعاصرة...ولعل خير شاهد العمل الأعظم ( نهضة مصر) الفلاحة وأبوالهول هذا العمل الفنى القومى الذى حدث لتشييده الدعوة لاكتتاب المصريين...مصر تتقمص جسد الفلاحة، تقف ممشوقة فى عظمة واعتزاز تلفها غلالة من الخلود، أما القوى الوطنية فتتمثل فى (أبى الهول) تلمسها مصر الفتاة بيد سحرية لتبعث من جديد وتستيقظ بعد طول رقاد.

مختار ربط الحضارة بالمعاصرة، وبث روح الانتماء والقومية وعكس وأكد الهوية المصرية..

« كاتمة الأسرار» و»الخماسين» والفلاحة التى تمسك جرتها بيد واحدة وتنحنى عليها كأنها تملؤها، وغيرها من الأعمال التى توحى بالحركة وتنفجر بالديناميكية.

لقد أنصتت الأحجار فى يد مختار وتفاعلت على مدى زمن مشروعه الإبداعى العظيم.. وأبدع تماثيل تمثل حياة الريف والقرية المصرية التى تأثر بها، وتمثل صورًا للحياة اليومية التى أجادها تصميمًا، وعبر عنها بشكل فنى رائع. رغم ازدهار العديد من المدارس الفنية فى ذلك العصر، إلا أنه لم ينساق ورائها، وأكد على هويته الفنية المصرية.

وأيضًا المعمارى العبقرى رمسيس ويصا والحرانية وهو الأستاذ الأكاديمى بكلية الفنًون الجميلة وصديق العمر ورفيق درب المعمارى الكبير حسن فتحى، وقد خرج حلم كل منهما من داخلهما ليصبح حقيقة.

60عامًا مضت وما زالت قرية الحرانية إحدى أهم مراكز صناعة السجاد اليدوى التى نسجتها أنامل البسطاء من أرض مصرية...فى مركز «ويصا واصف للفنون»، يعمل أهالى القرية، فى صناعة السجاد اليدوى، فى نسج حباله على أنوال خشبية، يتنافسون للخروج بتحفة فنية.. التميز والإبداع فقط، من هنا رأى «رمسيس» أن ما يحتاجه الأطفال هو التشجيع، ومساعدتهم لإخراج أفكارهم على أرض الواقع بشكل فطرى ودون صور أو مستنسخات إنما كل عمل قطعة فنية متفردة لا تتكرر.

وعندما تعلم الأطفال وأصبحوا شبابا وأصبح لديهم أسرا وعلموهم الحرفة، من هنا كانت التنمية المستدامة من أجل إحياء الهوية والمحافظة عليها من خلال فنون ونسيج الحرانية وتواصلت الأجيال وكبر الحلم وأصبح ينافس الإنتاج العالمى فى التصدير والصدارة لأنه ذو هوية مصرية خالصة نابعة من قلب وعقل مصرى ومصنع بأنامل مصرية عاشقة لهويتها.

[email protected]