رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

 

مع العد التنازلى للخمسين بحثت فى حياتى عن الأحداث الجلل فلم اجد سوى زلزال ١٩٩٢، و ثورة ٢٥ يناير وتوابعها ووباء كورونا.. ولكن مع البحث والتنقيب وجدت أخيرا حدثًا رابعًا لا يقل أهمية، ألا وهو حصول عبده موتة أى الممثل محمد رمضان على الدكتوراه الفخرية ثم سحبها منه بعد ساعات.

 هذا الحدث شغل الصحف، وجعلنى أتأمل كيف وصل بنا الحال الى السخرية من العلم والعلماء ودرجة الدكتوراه الى هذا المستوى من العبث.. ربما مانح تلك الدكتوراه أجنبى لم ينزل الى مصر ليشاهد هذا الطفل المصرى وهو يتشبه بنمط البلطجى ويحمل السلاح الأبيض محاولا محاكاة عبده موتة فى حركاته وأغانيه السوداء.. لم تصل إليه أخبارنا وحال أبنائنا جراء هذا الموتة، وفى هذا الزمان وتلك الظروف استحق أن يحصل على الدكتوراه وان يسخر من الجميع مؤكدًا أنه بأمواله التى لا تحصى يستطيع شراء العلم.

 ويأتى هذا الموتة بعد أن سحبت منه تلك الدكتوراه العجيبة مؤكدا أنه يستطيع شراء جامعة.. لقد عشت زمنا لمست فيه الرقابة على جميع المصنفات الفنية، دراما كانت أم أغانى، كانت تعرض على رقيب يقوم بالمنع أو المنح أو القص، ولكن الآن للاسف ذاب هذا الرقيب وذابت معه القيم والأخلاق.. فى الماضى كانت السيطرة على الأبناء من خلال الآباء أكثر جدية، وان لم يتواجد رقيب الدولة يظهر رقيب المنزل ليقص كل ما هو قبيح ولكن الآن مع ارهاصات العولمة اختفى هذا الرقيب المنزلى وأصبح من الصعب السيطرة على مزاج تلك الأجيال الصغيرة التى تفضل هذا الموتة على برامج الأطفال التى اختفت هى أيضا مع البراءة، وجاء بدلا منها غول الترندات والبحث عن الشهرة الصغير والكبير وكل ما هو غريب وعجيب وغير أخلاقى دون أن يجد منافسة أو من يقف أمامه ويمنعه من اختراق المجتمع .

 طوال الخمسين عامًا لم أحصل حتى اليوم على ما كنت أسمع عنه وأشاهده فى مسلسلات الماضى الكلاسيكية والتى كانت دائمًا رسالتها أن الخير فى النهاية ينتصر على الشر، ببساطة أستطيع القول إن الواقع الآن يؤكد أن الخير هو نفسه الشر متنكرا، وتنتهى الحلقات بشر ينتصر على الشر..

لن تغلى عليك الدكتوراه يا «موتة» فأنت مخترع البلطجة فى ثوبها الجديد حيث لا يوجد مقص أو رقيب .. وليبقى الحساب تحت عنوان حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.