رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى جنازة اصطف النساء المتشحات بالسواد فى ظهر يوم صيفى اشتد حرّه، وهن يبكين ويولولْن على الشاب المتوفى، ومن عادة الجنائز بالقرى أن تتقدم أقرب النساء للمتوفى لاستقبال المعزيات اللواتى يصرخن على بُعد 10 أمتار من مكان عزاء النساء لتخرج الثكلى أو الأرملة أو اليتامى لاستقبالهن.. لكن ما حدث فى إحدى القرى المجاورة بالصعيد كان شيئا عجيبا..اقتربت النساء المعزيّات من مكان العزاء وهن يزغردْن ضاحكات؛ وتوقف نساء المتوفى عن البكاء والصراخ لهول ما يشاهدن.. وكادت أن تحدث مشكلة كبرى لأنهن اعتقدن أن المعزيات شامتات فيهن آتيات كى يفرحن فى الجنازة ويَكِدن أهل المتوفى، لكن استمرارهن فى الضحك والزغاريد وسط الجنازة أثار انتباه الجميع، وطلبن منهن أن يتوقفن وقمن بطردهن من المأتم لكنهن كن فاقدات الإحساس، فقد استمر ضحكهن ولم يتأثرن بالطّرد ووقفن فى الشارع ضاحكات مزغردات مما جعل نساء المأتم يستنجدن برجالهن لاستدعاء رجال هؤلاء النسوة الفرِحات، وجاء الطرفان ولم يتوقفن عن الضحك رغم حضور رجالهن والزعيق فيهن، وهنا أدرك أحد الحكماء أن فى الأمر شيئا..

ليكتشف الجميع أن النسوة وهن قادمات للعزاء شَرِبْن من «سبيل ماء» ألقى فيه بعض الشباب «البرشام الصيني» على سبيل المزاح مع بعضهم، وهذا البرشام يغيّب العقل فترة ويجعل الشارب فى حالة فرح ولا شعور بما حوله، ويتصرف تصرفات غير معقولة وللأسف فقد شرب منه النسوة فى طريقهن للجنازة؛ وهذا تكرر فى جنازة أخرى فى قرية بعيدة عندما أخذ بعض الرجال الوقورين فى الحبْو وتقليد أصوات حيوانات بشكل مضحك ليكتشف أن بعض الشباب وضعوا لهم «برشام صيني» فى الماء والشاى.

الحكايا كثيرة.. ولعلك تشاهد سائق سيارة يقف أمامك فجأة ويشتمك ظانا أنك السبب فى إيقافه لا تجادله وامض فى سلام.

وقد انتشر الآن «الشابو» وهو مخدر جديد قاتل تلقفه بعض الشباب يعطيهم قوة ويقظة وشعورا بالفرحة الغامرة قد تصل إلى أربعة أيام متتالية ثم ينام يومين متصلين ليصحو باحثا عن جرعة أخرى فقد صار مدمنا، وقد اطلعت على رسالة دكتوراه للواء الدكتور محسن كمال عن أنواع المخدرات وكيفية ضبطها وعقوباتها وقد نال بها درجة الدكتوراه من جامعة أسيوط فحبذا لو طبعتها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارات التعليم العالى والتربية والتعليم والشباب والرياضة فى كتاب ووزعت على كليات الحقوق والشرطة وأقسام الشرطة ومكتبات المدارس الثانوية ومراكز الشباب لتكون بين أيدى الطلاب والضباط والشباب كافة، لاسيما أن د. محسن كمال قد عمل مدير مكتب مكافحة المخدرات بقنا، فقد جمع الشقين النظرى والعملى، فالأمر خطير وشبابنا مستهدف، ولذا آمل من جهاز مكافحة المخدرات أن يُدرج هذه الأنواع المستحدثة من السموم فى المحظورات وأن تُجرّم قانونا وألا تأخذنا بتُجّارها ومُرَوِّجيها أية رحمة فهم قاتلون مع سبق الإصرار والتعمد.

< خاتمة="">

ما ماتَ مَنْ قد ماتْ

بلْ ماتَ مَنْ سيموتْ

[email protected]