رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصعود من القمة (الحلقة السابعة)

(رجل السلام) لقب أطلقه الدكتور(قيس الرضواني) على الزعيم (مسعود بارزاني)؛ وستتفق معه كقارئ عندما تتقصى كلماته، و تجده يعترف فى كتابه(للتاريخ) أنه حاول التغاضي عن كل شئ فى مقابل بحثه عن السلام لشعبه وبلاده، فتراه يقول"لو أن الجميع فكًر فى الانتقام من الآخرين؛ سيخلو العراق من السكان، ولذا شاركت الأطراف الكوردستانية فى المؤتمر؛ فى سبيل فتح صفحة جديدة مع دولة العراق"؛ قاصداً مؤتمرالمعارضة العراقية الذى أسس لإسقاط النظام السابق،والذى يتحدث فيه عن مرحلة جديدة من مراحل قيادته للشعب الكوردي،حيث يساندهم دوماً لاستحصال حقوقهم.وقد وصف هذه الفترة الزمنيةب(الخطيرة)قائلاً"بذلنا كل جهودنا فى سبيل عدم تفكير أى شخص بالانتقام من الآخرين بعد التغيير"،(ص/45).ويقولعن مؤتمرالمعارضة العراقية وسقوط النظام السابق المنعقد فى لندن، "قرر مؤتمر لندن (14 -15 كانون الأول (ديسمبر)2002، أن عراق المستقبل سيكون عراقًا ديمقراطيًا برلمانيًا تعدديًا فدراليًا؛ لكل العراقيين…كما دعا إلى إحترام الإرادة الحرة لشعب كوردستان"،(ص/ 46).

 

 

قبل إسقاط النظام العراقي السابق من قبل أميريكا، وقبل مؤتمر المعارضة العراقية في لندن، كانت كوردستان كيانا شبه مستقل، ولم تكن لها أية علاقة ببغداد(ص/46)، وهنا يرصد كاك مسعود؛ كيف كانت كوردستان تعيش على أساس جيد فى الحكم، وكيف كانت الفيدرالية بحد ذاتها وحكومة أقليم كوردستان مكسبين جيدين لشعب كوردستان؛برغم كل المحاولات لافشالهما.ويتطرق بشكل فعال بأن الأطراف الكوردستانية كان لها دور فعال وكبير فى صياغة فقرات الدستور العراقى الجديد، والتصويت عليه وإنجاحه فى تثبيت حقوق المكونات، وملامح الشراكة والديمقراطية فيه (ص/47)، وهنا يتحدث الزعيم كشاهد عيان على وقائع حدثت فى عهده، باعتباره عضواً مؤثرًا فى صياغة الدستور مع رفقائه، ويقدم إثباتاً يؤكد حق الشعب الكوردستاني فى الحياة كشريك فى العراق؛ باعتباره مؤسساً ومؤثراً فى وضع دستورجديد يضمن حياة كريمه للعراق.

   في هذا الفصل، يكشف موقف الشيعة عندما كانوا في المعارضة، وكيف تغيروابعد استلامهم السلطة؟، "حلفاؤنا الشيعة الذين بنينا معهم العراق الجديد، بمجرد شعورهم بثبات أقدامهم في العراق، انخرطوا في عملية خرق الدستور وتهميش المكونات، ومحاولة تقليل الوجود الكوردي في مؤسسات الدولة. لقد ظهرت علامات خرق الدستور في نقض الوعود والاتفاقات، والتهرب من تنفيذ المادة الـ( 140)"، (ص/48)؛ما ترتب عليه تقليل نسبة مقاعد إقليم كوردستان فى البرلمان العراقى،وحتى الآن؛ لم يتم إجراء الإحصاء السكانى فى العراق؛برغم أنه كان مقرراً.

في الكتاب جرى تقييم الموقف الأمريكي سلبًا، وبهذا الصدد يقول المؤلف كاك مسعود: "بناء على الوعود الأمريكية،تنازلنا مرات كثيرة عن حقوقنا، وشاركنا في العملية السياسية، لكنهم لمينفذوا وعودهم… وخلال قراءة المعادلات في العراق، في الغالب كان الأميركيون لايقفون على الطريق الصحيح، وعندما كانوا يخطئون كان لابد للكورد أن يدفعوا الثمن؛ في أغلب الأحيان"(ص/ 48- 49).وحول قطع بغداد لرواتب موظفي كوردستان، كتب يقول "عندما قطعت الحكومة العراقية في شهر شباط 2014 موازنة الإقليم، إضطر الإقليم إلى تصدير النفط،وكان قطع الموازنة خطوة غير قانونية وغير دستورية، وجريمة كبيرة لاتقل في بشاعتها عن جرائم القصف الكيماوي لأهالي كوردستان من قبل النظام السابق، بل كانت أكبرمن ذلك، لأن خطوة قطع الموازنة استهدفت جميع أهالي كوردستان، ومن ضمنهم الأطفال الرضع"،(ص/50).

لقد تناول هذا الفصل أسراراً وثائقية خطيرة، توضح حجم المأساة والتنازلات التى حاول الكورد أن يحصلوا بها على حقوقهم التى هى أصلاً من أسس الحياة، ولكن للأسف؛ يحكى بارزانى أنه منذ ذلك الوقت بدأت فى بغداد حملة تضليلية؛ لتغيير الحقائق، وخلق أجواء توحى بأن الذى يعادى الكورد أكثر، سيحصل على موقع جماهيرى أكبر، وسيحصل فى الانتخابات على أصوات أزيد.

كواليس كثيرة غريبة فى هذه الفترة، يكشفها الزعيم مسعود بارزاني، سوف نتتبعها فى الفصول الجديدة من الكتاب ضمن مقالاتنا القادمة.