رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

قد يكون السؤال غريبًا، وقد يكون ساذجًا، وقد يصف البعض صاحبه بضعف الإيمان، لكن هذا السؤال طاردنى لسنوات طويلة، ربما خوفا، وربما بحثا عن منفذ للنجاة، السؤال ببساطة هو: لماذا اختار الله عز وجل النار لكى تكون أداة عقاب للإنسان؟ لماذا لم يختر أداة أخرى مثل الجلد، الحبس، التجويع...؟ ما هى الحكمة من إلقاء إنسان، أشرك، عصى، كفر، زنا، قتل، سرق.. فى النار؟، لماذا سيعذبه بالنار دون أن يموت لفترة يقدرها سبحانه وتعالى؟.

المؤكد أنه عز وجل له حكمة فى ذلك، وأننا قد نتعرف عليها يوم القيامة عندما يشملنا برحمته وغفرانه وعفوه ويزحزحنا نحن وجميع الموحدين والمؤمنين بعيدا عن النار ويحرم أجسادنا وأجسادهم عليها، ويدخلنا ويدخلهم بمشيئته ورحمته الجنة.

لكن المدهش فى الأمر أن معظم أو أغلب الشعوب استخدمت النار كأداة عقاب، قاموا بإلقاء من زنوا أو قتلوا أو سرقوا فى النار، والنصوص التى وصلتنا من الحضارات القديمة، ذكرت بعض الحكايات عن عقوبة القتل بالنار، وذكرت أيضا عبادة بعضهم للنار، وإيمانهم بمعاقبة العاصى فى الآخرة بالنار.

النار فى الديانة البرهمية مرحلة مؤقتة للتطهير، ويحرقون أجساد كبار قومهم لكى تصعد روحه فى أقرب زمن إلى الملكوت، النار نفسها عند الصابئة، المثقل بالسيئات يلقى فى «مطراثه» إلى ان يتطهر ثم يعود إلى عالم النور، فى الديانة الزرادشتية تفشل روح المذنب أو الشقى فى عبور الصراط، قبل ان يعبر تلتقى روحه بمخلوق بشع المنظر رائحته نتنة، ويقع من فوق الصراط، ويسقط فى النار.

الإنسان استخدم النار فى حياته اليومية، واستخدمها فى طقوسه الدينية، أشعل النار لكى يقوم بطهى طعامه، والكهان أشعلوا فى المعابد القديمة النيران المقدسة، وأحرقوا عليها البخور والتقدمات التى كانت تقدم للرب، هذه النيران مازالت مشتعلة فى المعابد والكنائس حتى اليوم، وقيل إن الكهان لم يشعلوها بل إن الرب هو الذى أنزلها على مذبح المحرقة: «وخرجت نار من عند الرب وأحرقت على المذبح المحرقة والشحم سفر اللاويين 9 24».

إبليس خلق من نار وسيعذب فى النار، والنار مكان له أسوار وأبواب وحراس وزبانية وسلاسل وجلود تبدل، وصراخ وبكاء واستغاثة، اللهم حرم على جسدنا النار.

[email protected]