رؤى
الذى يمرض فى أيام الأعياد أو الإجازات أو خلال نهاية الأسبوع أو فى الفترات المسائية المتأخرة لا يجد من يعالجه، السادة الأطباء الكبار غير متواجدين، وهذه المشكلة للأسف لا تجدها سوى فى مصر.
فجأة تشعر بآلام أو تصاب بغيبوبة، تنقل بعربة الإسعاف إلى أقرب مستشفى حكومى أو جامعى أو خاص، تصل المستشفى بعد الظهر أو مساء أو فجرا، أو حتى صباحا، يتم استدعاء الطبيب، شاب تخرج منذ سنوات بسيطة، يحاول تشخيص حالتك، الأعراض تتشابه، وهو عليه التخمين، إذا كانت حالتك تحتاج إلى تدخل جراحى فعليك الانتظار لحين حضور أحد الأساتذة أو الأطباء الاستشاريين لكى يقرر ويقوم بالجراحة. هذا فى الأيام العادية، فالأطباء الكبار غالبا يذهبون للمستشفيات كزوار لمدة ساعة، وإذا أجرى لك جراحة لا يتابع جراحته بل أحد الأطباء الشباب.
إذا كنا فى أيام مفترجة مثل هذه، والبلاد فى أجازه لمدة أسبوع فأنت فى مأزق كبير، معظم الأطباء فى أجازة، وأنت مضطر لأن تنتظر انتهاء الإجازات وعودة الأطباء الكبار، والمؤسف أن بعض المرضى يتوفاهم الله، والبعض الآخر تتدهور حالته الصحية، والغريب أن هذه الإجازات تطبق فى مراكز الأورام، فى المعهد القومى للأورام وفى مركز الأورام بمستشفى الدمرداش وغيرها من مراكز الأورام بالمحافظات، تؤجل جرعات الكيماوى والجراحات والكشف، المركز مغلق، أجازه حكومية، من حق الأطباء أن يرتاحوا مثل سائر الموظفين والمواطنين. ويتناسوا أنهم يقدمون خدمة والخدمات لا تتوقف أيام الإجازات، أفراد القوات المسلحة، ورجال الشرطة والصحفيون ورجال الإطفاء، والإعلاميون، وعمال المخابز والنظافة وغيرهم ممن يقدمون خدمات للمواطنين يعملون أيام الأعياد والإجازات الرسمية والأسبوعية، يتم توزيع الإجازات والراحات بالتناوب.
الحكومة مطالبة بفتح هذا الملف، وعليها أن تلزم الأساتذة والأطباء الكبار بالحضور فى المستشفيات على مدار اليوم، تضع المستشفيات الجامعية والخاصة والحكومية جداول بساعات العمل، كما يعمل الموظف 8 ساعات يعمل الأطباء مثلهم، ويجبروا على الحضور والكشف والمتابعة صباحا أو مساء حسب الجدول، وفى أيام الإجازات والراحات والأعياد توزع الإجازات عليهم بالتناوب مثل سائر الوظائف التى تقدم خدمات للمواطنين، المستشفيات لا يجب أبدا أن تترك للأطباء الشباب بمفردهم، الأساتذة والاستشاريون يتقاضون راتبا من الدولة ليس لكى يستشيروه بالتليفون أو لكى يحضر لمدة ساعة مثل الزائر، بل لكى يعمل ويقدم خدمة للمواطنين الذين تخصم من رواتبهم ضرائب لتسديد رواتبهم، هذه الفوضى يجب أن تتوقف.