رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

هل البلدان الفقيرة والنامية ستضطر خلال الفترة المقبلة للانحياز للفريق الصينى الروسى أو إلى الفريق الأمريكى الأوروبى؟ هل المصالح الاقتصادية والسياسية لهذه البلدان ستدفعها لترضية أحد الأطراف.

عندما سعت مصر سنة 1961 مع رئيس الهند نهرو، وإندونيسيا سوكارنو، ويوغوسلافيا تيتو، إلى تأسيس حركة عدم الانحياز، وعقد أول مؤتمر لها عام 1961 فى بلجراد، بحضور خمس وعشرين دولة، كان الهدف من هذه الحركة العمل على استقلال وحرية الدول النامية، بعيداً عن التحالفات الدولية التى قد تؤدى إلى التبعية الاقتصادية والعسكرية والسياسية لإحدى الدول العظمى المتصارعة، وقد كان الصراع على أشده بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة الأمريكية.

والغريب أن الدول التى شاركت فى حركة عدم الانحياز، بما فيها مصر، كانت منحازة إلى أمريكا أو روسيا، وقبل أن ينهار الاتحاد السوفيتى كانت أغلب دول عدم الانحياز تتبع الإدارة الأمريكية، كما أن بعض حكام هذه الدول فتحوا أراضيها لإقامة قواعد عسكرية لأمريكا وفرنسا وإنجلترا، وبعد أن دخلنا عصر الدولة العظمى الواحدة، فكر أعضاء حركة عدم الانحياز فى تغيير استراتيجية الحركة، فلم يعد هناك معنى لفكرة عدم الانحياز، فاقترحوا أفكاراً مثل تعزيز قيام ديمقراطية عالمية، والتشجيع على حوار الحضارات، والاستمرار فى النضال من أجل وقف الحروب كأداة لحل النزاعات.

وبعد فترة من الفشل والتهميش للحركة اقترحت مصر ضم مجموعة الـ77 للحركة، لتصبح أكبر تجمع للدول النامية، وقد تأسست مجموعة الـ77 عام 1964، وعقدت أول اجتماع لها بالجزائر، وتهدف إلى ترقية المصالح الاقتصادية لأعضائها، وخلق قدرة تفاوضية فى نطاق الأمم المتحدة، وقد تم تشكيل لجنة للتنسيق بين حركة عدم الانحياز والمجموعة.

السؤال المنطقى الذى يجب مواجهته، بعد فشل عدم الانحياز ومجموعة الـ77، وبعد تعاظم الانشقاق بين بلدان الكبرى، وبعد ظهور قطبين كبيرين هما الصين وروسيا، ما المستقبل المتوقع للبلدان النامية؟ كيف ستلبى مصالحها الاقتصادية والسياسية والعسكرية؟ كيف تتعامل مع الفريق الروسى الصينى ومع الفريق الأمريكى الأوروبى خاصة أن كلاً من الفريقين لا يقبل أقل من انحياز معلن، زمن الرقص على السلالم قد انتهى، الانحياز لعدم الانحياز لم يعد له موضع قدم فى الخريطة السياسية الجديدة.