رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

هل للشر مصدر؟ ما هو؟ هل نفس الإنسان أم الشيطان أم العلقة؟، أول مصدر للشر عرفناه ونحن صغار هو الشيطان، قيل لنا إنه يصنع الشر ويدفع الإنسان إلى فعله، وكانوا ينصحونا أن نستعيذ دائما من الشيطان، بعد فترة قصيرة كشفوا لنا عن مصدر ثان للشر، وهو النفس الإنسانية أو بشكل محدد الكرة السوداء أو العلقة الموجودة التى خلقت فى النفس الإنسانية، وهذه العلقة أو الكرة السوداء أو الآلية المغروسة فى النفس الإنسانية هى المتسببة فى الشرور والخطايا، لم يوضحوا لنا هل تعمل بمفردها أم تخضع للشيطان أم لثقافة وتربية الإنسان؟

 قيل: إن الله عز وجل عندما اختار سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للنبوة، كان عليه أن ينزع من صدره الأمراض البشرية، مثل الحقد والغل والكراهية والحسد وغير ذلك، أرسل له ملائكة من السماء وقاموا بشق صدره عليه أفضل السلام، ونزعوا من داخله قطعة أو كرة سوداء، اسموها بالعلقة، وقاموا بإلقائها، ثم قاموا بغسل صدره من الداخل بماء وملح ثم بماء زمزم، بعد عملية الغسل أغلقوا صدره مرة أخرى، وقيل لنا أن سيدنا جبريل هو الذى أجرى هذه الجراحة للرسول.

 وأتذكر جيدا أن المدرس فى حصة الديانة كان يقف ويمثل لنا بيده كيف فتحوا صدر النبي، ثم كيف وضع سيدنا جبريل يده داخل صدر النبى وأخرج قلبه، وأن سيدنا جبريل بعد إخراج قلب الرسول  فتحه وانتزع من داخله قطعة سوداء، وهى دى العلقة يا أولاد، وقام سيدنا جبريل برميها بعيدا، ثم قام بغسل قلب النبى فى طشت به ماء وملح، وبعد أن نظفه تماما قام بشطفه بماء من بئر زمزم، ثم جفف قلب الرسول وأعاده مرة أخرى إلى صدره وأغلق مكانه، وقال إن هذه العلقة هى مصدر الشر والخطيئة فى الإنسان، هى التى تجعل الإنسان يخطئ ويقع فى الرذيلة، وأن الله سبحانه وتعالى بهذه الجراحة أراد أن ينزه نبيه ويعصمه من الخطأ والزلل، المدرس كان يستخدم فى حكايته مفردات وصياغات أقرب لثقافتنا كأطفال ولثقافة القرية التى كنا نعيش فيها، وثقافة فترة الستينيات عندما كنا أطفالاً، وثقافته هو كمدرس ابتدائى فى مدرسة بإحدى القرى.

بعد تخرجى في الجامعة عدت لمصادر الجراحة الربانية، اكتشفت أنها ليست بالسهولة التى سمعناها، وأن الرواة اختلفوا فى كل شيء، اختلفوا حول عمر النبى محمد عند إجراء الجراحة، والمكان الذى أجريت فيه الجراحة، وعدد الذين أجروا الجراحة، وجنس الذين أجروا الجراحة، واسم الذين أجروا الجراحة، وحالة الرسول أثناء إجراء الجراحة: هل كان نائما، مستيقظا؟، واختلفوا حول التوقيت الذى أجريت فيه الجراحة: نهارا، ليلا، عصرا، فى فترة القيلولة؟، وحول الأدوات المستخدمة فى الجراحة، كما اختلفوا كذلك فى الشهود الذين شهدوا الجراحة.

[email protected]