عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لاشك أن الحب هو أسمى وأجمل شيء فى الوجود، والحب هو الحياة، واللاحب يعادل الموت. والحب هو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد يُنظر إليه على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين، ومن المعروف أن الجسم يفرز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بـ «هرمون المحبين» أثناء اللقاء بينهما.

    والمصرى يحب الحب؛ توارثه عن أجداده الفراعنة، فالحضارة الفرعونية تأسست على الحب، وهذا عاشق مصرى قديم يقول: «حبى لك ينفذ إلى كل جسدي، كما يذوب الملح فى الماء، كما يمتزج الماء بالنبيذ». وقال المصريون قديما عن الحب إنه «هبة السماء تسكبه الطبيعة فى كأس الحياة لتلطف مذاقها المرير». فكانوا أول من تفاخر بعاطفة الحب وخلدوها فى عالم الأحياء على جدران معابدهم وأحجارهم، وفى قصورهم الأبدية (مقابرهم) ليحيا الجميع بالحب فى العالم الآخر.

< وحفظ="" الأدب="" المصرى="" القديم="" عددا="" من="" الألقاب="" التى="" أطلقها="" المصريون="" على="" المرأة،="" ملكة="" أو="" محبوبة="" أو="" زوجة،="" تؤكد="" مكانتها="" فى="" القلوب،="" من="" بينها:="" «جميلة="" الوجه»، ="" «المشرقة="" كالشمس»،="" «منعشة="" القلوب»،="" «سيدة="" البهجة»،="" «سيدة="" جميع="" السيدات»،="" «جميلة="" الجميلات»،="" «سيدة="" الأرضين»،="" وغيرها="" من="" الألقاب="" الواردة="" فى="" كثير="" من="" نصوص="" الأدب="" المصرى="" القديم="" بحسب="" السياق="">

وإذا كان المصرى القديم سجل مشاعر الحب على جدران المعابد والمقابر؛ فالمصرى الحديث سجلها على المركبات، فنجد عبارات مثل: «سيبك إنت كله بالحب»، و»من بين الناس حبيتك». وفى إطار المعاناة فى الحياة العاطفية هناك عبارة «حتى هدف حياتى طلع تسلل».وآخر غدرت به محبوبته فكتب: «الحب خسارة فى الناس الغدارة». وقد تنتهى قصص حب بالفراق والإحباط، وهو ماعبر عنه سائق نصف نقل بهذه العبارة: «تحياتى لمن دمر حياتي» ، وآخر أصابه الحبيب بجرح دامٍ كتب: «جرحك نسانى ملامحك.»  أما سائق المكروباص هذا فيؤكد على الأحاسيس بتلك العبارة: «الحب أحاسيس مش تحسيس». ومن الحب ما يتحول إلى عنف بعد الزواج، ويصل الأمر إلى درجة الضرب، إلا أنه ضرب «مسكر» فهو من الحبيب، فضرب الحبيب كما قال عنه سائق تكتك «زى أكل الزبيب». ومن الحب ما ينتهى باليأس والاستغناء؛ يخاطب أحد السائقين من كانت محبوبته كاتبا على سيارته: «ياللى وريت الفؤاد أيام أليمة أنت والفؤاد عالجزمة القديمة». وقد تتحول المركبة للوحة إعلانات، فهذا ظهر تكتك وضع عليه سائقه صراحة هذا الإعلان: «مطلوب آنسة للزواج» مع رقم الهاتف طبعا.

والمتأمل فى أحوال المجتمع المصرى الآن يجد استشراء حالة من القلق والتوتر وعدم الرضا بين الناس. إن الحل الأمثل للخروج من هذه الحالة هو نشر الحب بيننا، حب كل شيء بما فيه حب الجنس الآخر، علينا أن نحب أنفسنا أولا لنشعر بقيمتها، نحب حتى المختلف عنا كى نستطيع أن نتعامل معه، نحب عملنا أيا كان هذا العمل ومهما كان الأجر الذى نتقاضاه مقابله، نحب الاستمتاع بالحياة مهما كانت صعوبتها، نحب حتى المحن والآلام التى نعانى منها. نحب الرأى الآخر ونحترمه، وقبل هذا نحب من مال قلبنا إليه. فبالحب نستطيع أن نقهر جميع مشاكلنا، وبالحب نعلو ونسمو ونتقدم. فالحب صنع أوطانا والحب أوجد فرسانا. وهاهو حب عنترة لعبلة خير مثال على ذلك، يقول عنترة: فوددت تقبيل السّيوف لأنّها لمعت كبارق ثغرك المتبسّم.