رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

الف باء شجاعة، أن تمتلك القدرة على التعامل مع الأشياء المخيفة، مهما كانت درجة الرعب كبيرة أو مجهولة، أن تواجه التحديات الكبرى وتقهر الظروف، تقف فى وجه الظالم وتواجهه بأخطائه مهما كان نفوذه أو سطوته، وأن تعارض وترفض من منطلق الحق كل باطل يرتكبه أى شخص، ولو كان فى قمة السلطة، الشجاعة ألا تنحنى أو تنثنى أو تتواطأ، لأن الريح قوية وعاتية، أن تقول للجبروت والقهر لا، مهما كانت العواقب التى تواجهها.

 وهذا ما فعله الوفد حزبا وجريدة فى عهد الإخوان، كانت هناك محاولات لتدجين الوفد أو قل شراءه، لضمان ولائه أو على الأقل صمته إزاء أخونة الدولة، أو كل السياسات التى انتهجها الإخوان وكانت تهدد بإلقاء الوطن فى أتون هوة لا قرار لها، لتضيع معالمه، وتتزعزع كل مؤسساته، على رأسها المؤسسة العسكرية والأمنية، لكن الوفد رفض، وقاوم، وقال «لا» وسجل عشرات المواقف المناهضة للإخوان، وهم فى قمة قوتهم السلطوية بقيادة المرشد لا رئيس الدولة المفترض محمد مرسى.

تجلت شجاعة الوفد فى موقف لا ينساه التاريخ، عندما انطلقت مظاهرة الأقلام من «الدقي» من مقر حزب وجريدة الوفد، يقودها الزميل الأستاذ محمد شردى الذى كان رئيس التحرير فى حينه، ورفعنا نحن الصحفيين أقلامنا، وكأنها أسنة رماح للغضب تحمى الوطن، ومعنا وحولنا نخبة من رموز الحزب وشبابه، وانطلقت حناجرنا تهتف بوطنية خالصة: يسقط.. يسقط حكم المرشد، كان ذلك فى أعقاب الإعلان الدستورى الذى اعلنه محمد مرسى فى 22 نوفمبر 2012، والذى أعطى لنفسه بموجبه صلاحيات مطلقة، بجعل القرارات الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من أى جهة أخرى، أى القضاء «كالمحكمة الدستورية»، كما منح الحصانة لمجلس الشورى واللجنة التأسيسية، فلا يمكن حله، بجانب تعيينه النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار رئاسى لمدة 4 سنوات، وإقالة النائب العام وكان هو المستشار عبدالمجيد محمود فى حينه، إضافة لبنود أخرى خطيرة، وسارت مظاهرة الأقلام الرماح حتى مقر نقابة الصحفيين.

واعتبر الوفد أن «مرسى يعلن نفسه إمبراطورا على مصر» أو «فرعون مصر الجديد» من خلال هذا الإعلان الدستورى، وانطلقت أقلام الوفد على صفحات الجريدة، تهاجم قرارات وسياسة محمد مرسى، الذى ترك الفرصة كاملة لمكتب الإرشاد فى المقطم لقيادة زمام الدولة وتسيير القرارات فى قصر الاتحادية، هاجم الوفد سياسة الإقصاء تجاه القوى الوطنية الأخرى، وكان فى مقدمة من دعا قوى المعارضة إلى الخروج للشارع، للتعبير عن رفضهم للإعلان الدستورى، ووقعت «أحداث الاتحادية» من اشتباكات عنيفة بين أنصار الإخوان ومرسى وبين المعتصمين الرافضين لسياسة مرسى وهيمنة مكتب الإرشاد.

لم يخشَ الوفد من الصدام مع مرسى وهو فى قمة نفوذه، ولم يخشَ مهاجمة المرشد، وكل عناصر الإخوان التى حاولت السيطرة على مفاصل الدولة، سجل الوفد موقفا تاريخيا لا ينساه التاريخ بالوقوف بجانب القضاء، والتصدى لمحاولات مرسى الضرب بقرارات القضاء عرض الحائط وإلغاء حكم الدستورية العليا بحل مجلس الشعب، وعارض الوفد مشروع تعديل «قانون السلطة القضائية»، ولعب الوفد صحيفة وحزبا دورا فى التمهيد لثورة 30 يونيو، والتصدى لمحاكمة الصحفيين والإعلاميين بتهمة ما وصف بـ«إهانة الرئيس».

وكانت جريدة الوفد فى مقدمة الصحف جرأة فى تناول فشل مرسى وحكومته فى إدارة أو حل مشكلات البلد من أزمات اقتصادية وانقطاع للكهرباء، وعجز فى البنزين وأنابيب البوتوجاز وفشله فى تنفيذ وعوده بحل مشكلاتها خلال خطة الـ100 يوم، وغيرها الكثير، وشاركت جموع الصحفيين بجريدة الوفد فى جمع التوقيعات الشعبية، لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وكانت حركة شعبية قد ظهرت فى حينه تحمل اسم « تمرد»، والتى دعت المواطنين إلى التوقيع على وثيقة تحمل نفس اسم الحركة.

لم تأت ثورة 30 يونيو التى نحتفل اليوم بذكراها الثامنة من فراغ، بل حركها غضب شعبى ورفض من كل الشرفاء على رأسهم الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى حينه، الشرفاء الذين يعرفون ماذا تعنى كلمة «وطن» وطن للجميع، لا وطن لفئة معينة.

 على جريدة الوفد وصحفييها أن يفخروا بدورهم الشجاع فى أنهم قالوا «لا» فى وجه الإخوان، لا لتكميم الأفواه، لا للظلم، لا للهيمنة وديكتاتورية الانفراد بالسلطة، إنها أدوار لا ينساها التاريخ.

[email protected]