رؤى
كان حوارًا طويلًا ومرهقًا، متابعته استغرقت أكثر من خمس ساعات، أجراه أحمد موسى مع كامل الوزير وزير النقل ربما فى 15 ساعة، استهل الحوار من محطة مصر، باستماع الوزير للمسافرين، وتفتيشه على العاملين فى حجز التذاكر وعلى مداخل المحطة، حوالى مليون راكب، حسب الوزير، يتهربون من التذاكر، بعض العاملين لا يلتزمون بعملهم، أحد الصحفيين اتصل به من قطار كفر الشيخ المتجه إلى القاهرة، وأكد أن معظم ركاب القطار لا يحملون تذاكر سفر، وأنه طوال المسافة لم ير كمسرى.
المشكلة فى قطاع السكة الحديد مثل سائر القطاعات فى مصر، الكثير منا لا يعمل ويتعلل بالمرض وبالصلاة ودورة المياه، وكامل الوزير حاول أكثر من مرة، وحصل على وعود بالانتظام والالتزام، هكذا قال لموسى، وصدق والتمس الأعذار، ومع الأيام اكتشف أن بعض القيادات غير ملتزمة ولا تقوم بإبلاغ مرؤوسيهم بتعليماته. وضع يداه فى الشق، وتأكد أن الطبطبة لم تعد نافعة للإصلاح، فقرر عزل وفصل كل من يتقاعس او يحرض على التقاعس.
لا أخفى عنكم إعجابى بالوزير منذ كان رئيسًا للهيئة الهندسية، ذهنه حاضر وذاكرته تحمل المسافات والأوزان والمساحات والمبالغ والاتجاهات والأشكال، يسرد ويصف ويخبر بعفوية وطيبة، يشدك من أول جملة.
أحمد موسى فتح معه العديد من الملفات، الطرق والكبارى والمحاور والموانئ والقطار الكهربائي، والفترات الزمنية المقررة لبعض المشروعات، وكشف عن صرف الكمسارية 40% من قيمة الغرامات التى يحصلونها، وأشار إلى أنه سوف يلغى هذه النسبة لأنها ليست من حقهم بل من حق الشعب، فالسكة الحديد ملك الدولة والمواطن وليست ملك المحصل أو المفتش. الخردة كانت تباع بألفي جنيه، اليوم تباع بسبعة ألاف جنيه للطن.
نتمنى على الوزير أن يتوسع فى معهد وردان، ويزيد أعداد المقبولين سنويًا، لرفع أعداد الخرجين من مائة إلى خمسمائة، حسب احتياجات هيئة السكك الحديدية، وتطوير برامج المعهد بما يتناسب والتكنولوجيا الحديثة للقطارات لتخريج شباب مؤهل للصيانة وقيادة القطارات وإدارة الأبراج والمحطات وغيرها مما تحتاجه السكك الحديدية، كما نتمنى أن يعيد النظر فى عقود الشركات الأجنبية التى جاء بها لإدارة السكة الحديد ومترو الأنفاق، وتخفيض مدة العقد من 15 سنة إلى سنتين فقط، بعدها يتم تصعيد أولادنا خريجى كليات الهندسة لإدارة هذه المرافق.