رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ثمانية أعوام مرت على ثورة الشعب يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣، والتى تعد «ملحمة خالدة» لاستعادة الدولة من يد «سارقى الأوطان» وتصحيح المسار لتفتح أبواب الأمل والخير أمام المصريين، ليستعيدوا الأمن والأمان ويبنوا الأمجاد بعد خوضهم معركة صعبة لبناء اقتصاد الجمهورية الجديدة، وتقويتها على جميع المستويات الأمنية الاجتماعية والسياسية.

لم تكون ثورة ٣٠ يونيو مجرد ثورة عابرة وإنما كانت شعبية حاشدة ضمت جميع أطياف الوطن دون تفرقة، فى وقت واحد وأماكن مختلفة ليرفضوا الفساد والإرهاب وأخونة الدولة، ويقولوا «لا» لأعداء الوطن من جماعة الإخوان التى استحوذت على مقاليد الحكم، وحاولت تدمير مفاصل الدولة، وطمس هويتها، ونشر الخراب فى مختلف أنحاء البلاد.

أهمية ثورة ٣٠ يونيو تكمن فى الشخصية المصرية التى لا تتغير على مر العصور، فكلما استشعر المصريون الخطر على بلادهم لم يتأخروا فى تقديم أرواحهم ودمائهم فداء لهذا الوطن، فيتناسون أى مشاحنات أو مطالب فئوية ويجتمعون على قلب راجل واحد حتى تنتصر إرادتهم ويستردوا الوطن، وهو ما حدث فى ثورة ١٩١٩ عندما تصدوا لقوى الاحتلال الإنجليزى بقلب واحد، وصوت واحد، وإرادة موحدة.

ثورة ٣٠ يونيو هى الوجه الآخر لثورة ١٩١٩ ففى الثورتين برزت بوضوح الشخصية المصرية والإرادة القوية والتضحية بأسمى معانيها، وتجلت الوحدة الوطنية الخالصة بوقوف المسلم جوار المسيحى، واعتناق الهلال للصليب، ودرء أى فتن تعوق الوصول إلى غايتهم النبيلة فى الدفاع عن الوطن.

وكعادة رجال القوات المسلحة، قامت تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بإحاطة الشعب يوم ٣٠ يونيو لحمايته، ومنع سفك الدماء، والحفاظ على هوية الدولة، وانتصروا لإرادة ملايين المصريين الذين احتشدوا فى الميادين ليطيحوا بنظام الإخوان، ويفتحوا الطريق نحو النور بعد أن اتشحت الدولة بالسواد على مدار عام كامل.

ومن منطلق مسئولية القوات المسلحة الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب، تدخلت لمنع انزلاق مصر إلى نفق مظلم من الصراع والاقتتال الجارى والفتنة الطائفية وانهيار مؤسسات الدولة، وبالفعل أمهلت الإخوان ٤٨ ساعة لتنفيذ مطالب الشعب وبعد تجاهل الجماعة هذه المطالب، كان الموقف حاسمًا بإنهاء حكم الإخوان فى ٣ يوليو ٢٠١٣.

وجد المصريون فى الرئيس السيسى زعيمًا وطنيًا مخلصًا، توسموا به خيرًا، فسلموا له مقاليد الحكم وساروا خلفه يدعمونه ويساندونه، ليعبر بالدولة المصرية إلى بر الأمان، ويقضى على جماعات الشر، ويحمى مصر من خطر الإرهاب والفتن والتفكك، وتمكن بالفعل من الانتصار عليهم فى الحرب الحاسمة التى خاضتها قواتنا المسلحة ورجال الشرطة ضد الإرهاب، ثم عادوا ليبنوا ويشيدوا ويعيدوا مصر قوية تتبوأ مكانة دولية مرموقة يتعجب لها العالم.

لعل أعظم الرسائل التى وجهتها تلك الثورة الشعبية العظيمة هى أن الشخصية المصرية الفريدة بطبعها ستظل قوية أبية على الإذلال أو الانصياع وراء أى عصابة أو عدو، وقادرة على التصدى والمواجهة لتحفظ تراب الوطن مهما كانت التضحيات.