رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

حسنا فعل رئيس جامعة طنطا بإحالته واقعة الطالبة حبيبة طارق إلى النائب العام، الواقعة وصلتنا من طرف واحد، وهو الفتاة المجنى عليها، والتنمر لا يعد توصيفا حقيقيا للواقعة، بل هو تسطيحٌ وقفزٌ فوق حقائق مفزعة، والتوصيف الحقيقى حسب رواية الفتاة هو التشدد والتطرف الفكرى والدينى.

التنمر يقع يوميا بضحكة بنكتة بجملة بتصرف أحمق بنظرة، وقد يمرره المتنمر عليه، وقد يقف ويتصدى لمن يتنمر به، والتنمر حالة فردية يمكن السيطرة والحد منها، لكن التشدد والتطرف الفكرى من الصعب مواجهته سوى بالقانون، لأن التطرف يكتسب بالتربية والتعود وبالشحن اليومى، وأغلب المتطرفين فكريا، وربما معظمهم ينتمون إلى جماعة أو حزب، والمتطرف يؤمن بما يعتقده وبما يفعله، وبما يملى عليه، ورواية الفتاة إن كانت صحيحة فهى تنذر وتنبه إلى مخاطر حقيقية داخل الجامعات يجب أن نلتفت إليها ونراقبها ونحاربها.

لكل إنسان حرية اعتقاد ما يحلو له من أفكار، لكنه ليس حرا فى تحويل ما يعتقده إلى فعل إذا كانت هذه الأفكار تخالف فكر الجماعة أو تتجاوز السائد أو تخرق القانون، له أن يكفر المجتمع، أن يرى معظمه فى ضلال وانحلال، لكن ليس من حقه أن يحاول، مجرد المحاولة، إصلاح الجماعة أو تغيير سلوكها أو دعوتها إلى تبنى اعتقاده.

ما جرى مع الفتاة هو محاولة تخويف وردع، سواء من المراقب الرجل أو المراقبتين السيدتين، المراقب استوقفها وسألها عن ديانتها، وهذا ليس من مهام وظيفته، وما قامت به السيدتان هو عملية تخويف للفتاة وفرض سطوة وسيطرة فكرية عليها.

ما قامت به السيدتان مع الفتاة لا نظنه هى السابقة الأولى لهما، وأغلب الظن أنهما، وغيرهما ممن يتفقون فكريا، سبق وردعوا العديد من الفتيات خلال الشهور والسنوات السابقة، وسبق وحاولوا تجنيد وتشجيع البعض على تبنى فكرهم المتشدد أو المتطرف.

والجامعة، فى حالة صدق الواقعة، مطالبة بالبحث والكشف عن المجموعات بين الموظفين والعاملين وأعضاء هيئة التدريس، المراقب الذى سأل الفتاة داخل اللجنة عن ديانتها هو الذى أبلغ زميلتيه وانتظرتا الفتاة وقامتا بردعها وتخويفها، وهذا التشكيل يجب كشفه، وتشجيع الطالبات اللاتى تعرضن لمحاولات تخويف وردع منهما أو من غيرهما أن يبلغن عن الواقعة وتفاصيلها وتوقيتها. ومطالبة كذلك بتشجيع الطلبة الذين شاهدوا الواقعة على الشهادة بما رأوه وسمعوه لمحقق الكلية أو لوكيل النائب العام بعد انتقاله إلى الجامعة لسماع هذه الشهادات.

واقعة الطالبة حبيبة، إن صحت تفاصيلها، فهى واقعة شديدة الخطورة، يمكن أن تقول إنها عملية ممنهجة لاختراق الجامعة من الداخل، وتجنيد الطلبة وجرهم إلى فكر متشدد يخدم أجندة جماعة بعينها.

 

[email protected]