رؤية
فى شهر يونيو.. شهر ثورة 30 يونيو الرائعة الذى نحتفل بعد أيام بذكراها ومآثرها وإنجازات قائدها الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى تمثل أروعها فى حفر قناة السويس الجديدة وتشغيلها، وبالمناسبة نحيى يوم 23 يونيو ذكرى ميلاد مهندس مصرى وطنى عظيم هو ميشيل باخوم، والذى يذكر أن من أبرز أعماله الإجابة عن سؤال أثناء العدوان الثلاثى على مصر : ماذا لو تم دخول قوات العدوان عن طريق قناة السويس ولم يكن من الممكن إغلاق القناة لدورها الحيوى فى الملاحة العالمية فكان الحل عبر إبداع «باخوم» مركبًا خرسانيا يمكن إغراقه إلى جوف المياه عند مرور الأعداء لتمنع المراكب من المرور.
ميشيل باخوم، من مواليد قرية مسعود فى 23 يونيو سنة 1913، تربى فى كنيسة مار جرجس بمصر القديمة، ثم التحق بحارة السقايين ثم مدرسة الأقباط الكبرى.عقب تفوقه بالدراسة نال على المركز الأول فى البكالوريا سنة 1931، ثم التحق بكلية الهندسة لينل درجة البكالوريوس فى الهندسة المدنية عام 1936.
تخصص باخوم فى « الخرسانة»، وكان يتتبع علومها و كل جديد فيها بشغف فى المزيد من التعلم جعله يسافر من جديد للدراسة فى جامعة كولومبيا ثم العمل فى إحدى الشركات الكبيرة فى نيويورك، ثم التقط خيط «الخرسانة سابقة الإجهاد» وأدخلها إلى مصر، كانت معجزة معمارية لأنها تقلل تكاليف البناء وتسمح بمرونة كبيرة فى الأفكار..
من أبرز الأعمال التى ساهم فيها ميشيل باخوم، هندسة مطار الكويت، وهندسة مطار القاهرة، قام بتصميم أو مراجعة تصميم، معظم الجسور والمطارات والكبارى العلوية، والأنفاق والقناطر وصوامع الغلال فى مصر والكثير من الدول العربية والأفريقية واشترك فى تصميم استاد القاهرة مع المهندس المعمارى الألمانى «فيرنر مارش» Werner March وهو نفس المهندس مصمم الاستاد الأولمبى فى برلين،. كما قام بالتصميم الإنشائى للكاتدرائية المرقسية بالعباسية..
من بين مواقفه وتوجهاته السلوكية والقيم الإيجابية التى كان يحرص على الالتزام بها، يحكى أحد زملائه، أنه ذات يوم ذهب الدكتور ميشيل الى المكتب صباحًا على غير عادته فوجد أحد المهندسين يعمل فى أحد المشروعات بالرغم من أن هذا المهندس يعمل فى المكتب فترة مسائية فقط؛ لأنه كان موظفًا بوزارة الأشغال، فدار بينهما هذا الحديث :
الدكتور ميشيل : لماذا جئت مبكرا هل لديك اجازة ؟
المهندس : لا بل كان عندى مأمورية أنهيتها وجئت إلى المكتب لأنهى بعض التصميمات
د. ميشيل : وهل تعلم أن ما فعلته هذا خطأ ؟ ” حرام عليك … وحرام عليه… تشتغل هنا فى وقت عملك بالحكومة..من فضلك تذهب إلى عملك بالوزارة فورًا، وتعوض الساعات التى تغيبت فيها خلال تواجدك بالمكتب..
فى زمن ولاية عبد اللطيف البغدادى محافظ القاهرة، كان باخوم شريكا فى أعمال تشييد كل كبارى الكورنيش من وسط المدينة إلى حلون، بدأ التفكير فى كوبرى رمسيس كمشروع قومى، أثناء التجهيز تحقق انتصار مصر فى الحرب فتحول اسم المشروع إلى كوبرى السادس من أكتوبر، كانت مصر تحتفل بعبور قناة السويس بينما ميشيل باخوم يقف بين العمال و الخرسانة يفكر فى الطريقة التى سوف يعبر بها نهر النيل.