رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

الذى يتأمل سيرة المناضل اليسارى المصرى اليهودى شحاتة هارون، يعلم كيف يحب ويعشق هذا الوطن، هارون لم يكن محبا فقط لبلده مصر، بل كان عاشقا لترابه، لا يستطيع أحد أن يزايد على وطنيته ولا على مواقفه.

 له كتاب رائع بعنوان: «يهودى فى القاهرة»، اعتقل أكثر من مرة، ورفض تماما وبشكل قاطع أن يرحل عن بلده مصر التى ولد وتربى فيها أبا عن جد، وهاجم بشدة قرار جامعة الدول العربية الذى قضى بترحيل اليهود العرب، وتمسك ببيته وجيرانه وأبناء الحى الذى عاش فيه وبذكرياته وبأصحابه، ورفض وبإصرار تنفيذه قرار الرحيل، وهاجم الفكر الصهيونى ودولة إسرائيل.

هارون شحاته كان يعيش حياته كمواطن مصرى بكل معنى الكلمة، ويعلن رأيه فى المواقف والقرارات السياسية بشكل علنى، هذه بلادى ولن أتركها لأحد أو من اجل أحد، قالها فى رسالة إلى محمود درويش:» تحية من القاهرة، صخرتى التى لن أبيعها باللآلئ.. حبيبتى التى لن أهجرها.. أنت وأنا الأمل.. لو عدت أنت لحيفا، وصمدت أنا فى القاهرة».

فى عام 1967 ضربت إسرائيل المطارات والمعسكرات والقوات فى سيناء، وكانت هزيمة بشعة ومنكرة أعلن على أثرها الزعيم جمال عبدالناصر تنحيه، خلال هذه المعركة او النكسة التى كانت من طرف واحد، فتحت جميع النقابات والأندية باب التطوع، وكان من بين هذه النقابات نقابة المحامين التى كان شحاته هارون المحامى عضوا بها، وكان أحمد الخواجة النقيب، ماذا فعل المصرى اليهودى اليسارى شحاته هارون؟، كتب رسالة إلى أحمد الخواجة يطلب فيها قبوله جنديا بين صفوف المتطوعين لكى يدافع عن بلاده وعن سيناء التى يضربها الجيش الصهيونى، قال فيها:

«عزيزى أحمد، تحية كفاح أبعثها إليك مع استمارة التطوع.. تاركًا لك اختيار المكان الذى أستطيع فيه أن أؤدى حقى وواجبى فى المعركة، وإذ أعتبر مجلس النقابة قيادة لي»،

كان عمر شحاته هارون فى هذه السنة نحو 47 سنة، فقد كان من مواليد سنة 1920، ورغم سنه هذه كتب استمارة تطوع فى الجيش المصرى، لكى يدافع عن تراب بلده ضد الكيان الصهيونى.

الأجيال الشابة يجب أن تتعرف على هذه الشخصيات، التى واجهت الاعتقال والتعذيب من أجل هذا الوطن، وشحاتة هارون المصرى اليهودى الديانة، كان من هذه الشخصيات التى عشقت تراب الوطن ورفض السفر إلى دولة الميعاد، هذه بلادى، وهذا وطنى، وهنا ولدت وعشت وتعلمت وأحببت وتزوجت، لن اترك أهلى وجيرانى وأصدقائى.

 

[email protected]