عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى محافظات مصر توجد ظاهرة جديرة بالبحث والمناقشة وتتمثل فى أن غرباء عشقوا مصر وتركوا بلدانهم وأقاموا بمصر ولبسوا ملابسها وأكلوا أكلها وشربوا من نيلها واعتادوا عاداتها وتقاليدها وأوصوا أن يُدفنوا فى أرضها، فمصر كثيرة العشاق والمجانين أيضا وإذا كنا نتغنى بأشعار قيس فى ليلاه فإن كتابات هؤلاء العشاق فى مصر تجعلك منبهرًا بهذا الحب وبهذا الجمال المصرى، قد يكون مبعث هؤلاء عشق الأرض والطبيعة الساحرة، وقد يكون مرد ذلك عشق ناسها وعشق ترابها القديم وواقعها الحاضر، وقد تعجب إذا عرفتَ أن أحد الفرنسيين أقام وامرأته فى إحدى قرى الصعيد وكوّن عائلة من أبنائه وأحفاده نطلق عليهم «عيلة الفرنساوى» يتحدثون اللهجة الصعيدية كأبنائها، كما أن عددًا من السائحات وقعن فى عشق المصريين فتزوجوا وأقاموا إقامة دائمة واتخذوا من مصر وطنًا لهم ولعل الفنانة التشكيلية السويسرية إيفلين بوريه التى قدمت إلى مصر قبل 56 عامًا عندما كانت شابة فى العشرينيات من عمرها وزارت قرية تونس بالفيوم وعشقت طبيعتها الساحرة وأهلها الطيبين لتقيم فى هذه القرية، منذ 1965 تقيم إيفلين بوريه فى هذه القرية وتموت فيها عن عمر ناهز 82 عامًا لتدفن بقرية تونس بالفيوم، فقد عشقتها حية وميتة.

ولأنها فنانة تشكيلية جعلت من هذه القرية متحفًا فنيًا مفتوحًا للخزف يتخذها السياح وجهة مقصودة فى رحلاتهم المصرية، كما أنها أنشأت مدرسة للخزف وعلّمت نساء القرية وشبابها صناعة الخزف وصارت تصدّر الخزف من القرية للعالم، وأضحى خزف هذه القرية مشهورًا بالعالم، كما دعت مشاهير العالم لزيارة القرية، وعندما توفيت فى الأسبوع الماضى كان بالقرية أكثر من 30 ورشة لصناعة الخزف وقد أغلقها أصحابها حدادًا فى يوم وفاتها وشيّعتها القرية فى موكب مهيب، فقد ألِفها الناس وصارت واحدة منهم تعيش معهم رغم صعوبة الحياة فى هذه القرية الصحراوية. بدت جنازتها فوق الرمال لوحة من البشر والصحراء تؤكد سماحة مصر وطيبة شعبها وعُشاقها، سيظل هذا العشق المصرى يطارد هؤلاء العاشقين وسيأتون مصر، فادخلوها بسلامٍ عاشقين.

< خاتمة="">

قال حافظ إبراهيم:

كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي

فى حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ

إِنّى لَأَحمِلُ فى هَواكِ صَبابَةً

يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ

[email protected]