رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

جاءت حرب إسرائيل مؤخرًا ضد مدينة القدس المحتلة وقطاع غزة لتسلط الأضواء على القضية الفلسطينية وتحرك العالمين العربى والدولى ضد إسرائيل، فيحذر وزير خارجية فرنسا «جان ايف لودريان» من احتمال تحولها إلى دولة فصل عنصرى ليسارع نيتنياهو غاضبًا فيصف ما قاله إنه ادعاء وقح وكاذب وليس له أى أساس، كما عمدت رئيسة مجلس حقوق الإنسان الأممى إلى اتهام إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى الأراضى الفلسطينية، ووقفت الأمة العربية والإسلامية مع الفلسطينيين وانتفضت دفاعًا عن المسجد الأقصى ووقفت مع غزة والمقاومة الفلسطينية فى الدفاع عن المسجد الأقصى وقطاع غزة. وهكذا فإن التطورات التى نجمت عن عدوان إسرائيل على الأراضى الفلسطينية أظهرت عنصرية هذا الكيان الغاصب ليظل التعايش فيه أشبه ما يكون بالمعجزة فى ظل السياسات التى انتهجها سواء التطهير العرقى فى حى الشيخ جراح، أو اقتحام المسجد الأقصى، أو الهجوم السافر على غزة.

لقد نزعت إسرائيل الغطاء السلمى وحطمت التعايش داخل الكيان بين المواطنين الفلسطينيين واليهود، حيث إن التعايش يعنى غطاء من المساواة والحرية والاحترام المتبادل بحيث يشمل الجميع بدون تفرقة. ولكن فى ظل حكم إسرائيل تبددت كل هذه الأطر، وبات التعايش وهما يخفى فى ثناياه حقيقة حياة غير متكافئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فغدا الفلسطينيون يعيشون فى مجتمع منفصل يجسده نظام إسرائيل السياسى والقانونى الذى يعكس فى أساسياته عدم التكافؤ بعد أن شطب بجرة قلم مبدأ المساواة من وثيقة الحقوق التى ينبغى أن ينعم بها الجميع. لا سيما وأن قانون إسرائيل الدستورى ينص على أن الاستيطان اليهودى يمثل قيمة عليا للدولة. وتجلى ذلك فى سياسة التهجير القسرى للفلسطينيين ومصادرة أراضيهم بالإضافة إلى الوضع القانونى المتدنى ضدهم. وهى السياسات التى تمارس ضد الفلسطينيين سواء داخل إسرائيل أو فى الأراضى المحتلة.

إنه نظام القمع الاستعمارى ضد جميع الفلسطينيين حيث تبدد التعايش ولم يعد له وجود. والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها ما اتخذته إسرائيل مؤخرًا من سياسات فى حى الشيخ جراح، بالإضافة إلى قصفها لمعسكر اللاجئين الفلسطينيين المكتظ بالسكان فى غزة، وهو ما يعد نموذجًا لاستمرارية سياسة القمع ضد جميع الفلسطينيين. ولهذا كان النضال الفلسطينى أداة للتعبير عن سوء الأوضاع التى تفرضها إسرائيل قسرًا على الفلسطينيين، فهو نضال ضد الاحتلال الاستعمارى الغاشم من أجل نيل المساواة والحصول على الحرية. ويأتى هذا بعد النموذج الصارخ الذى تجلى فيما قامت به إسرائيل مؤخرًا من عمليات إجلاء قسرية للفلسطينيين من أماكنهم، وهو أمر كان من الطبيعى أن يؤجج الصراع الإسرائيلى الفلسطيني. يشهد على هذا ما حدث فى حى الشيخ جراح الذى تقطنه أغلبية عربية فى القدس الشرقية. ولهذا رأينا عملية تجريف بشعة أقدم عليها اليهود الصهاينة ممن قاموا بمعاينة المنازل بالقدس الشرقية وانتقاء بعضها وطرد أصحابها منها باستخدام قوانين الملكية الصهيونية التى تفضل اليهود على العرب، وبالتالى يقوم هؤلاء بفرض أنفسهم عنوة على الأماكن التى يختارونها والعيش فيها غصبًا عن العرب المقيمين الأصليين فيها، ليجرى كل هذا بحماية القانون الإسرائيلى الذى يدعى ظلمًا وعدوانًا بأن كل الأرض وكل الأماكن فى القدس الشرقية والقدس الغربية هى لليهود، على أساس أن القدس كلها يجب أن تكون يهودية. وللحديث بقية.....