رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

بلا مكايدات، ولا ملاسنات، عربية - عربية وفلسطينية - عربية، فعلتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بتغطية نادرة تحت عنوان «كانوا مجرد أطفال»، نشرت فيها صور وأسماء الأطفال الفلسطينيين الـ٦٦ الذين قتلوا فى القصف الإسرائيلى على قطاع غزة، وقصة كل واحد منهم.

«نيويورك تايمز» The New York Times صحيفة أمريكية ذائعة الصيت، عميقة التأثير سياسياً، يطلق على مجلس تحريرها، مجلس تحرير العالم، من نفاذية مصادرها، وقربها اللصيق بصانع القرار الأمريكى، إذا نشرت نيويورك تايمز فتوقع حراكا فى الإدارة الأمريكية..

الصحيفة ومقرها فى مدينة نيويورك، ذات تأثير وقارئية على المستوى العالمى، تأسست الصحيفة عام ١٨٥١ وفازت بحائزة بوليتزر أرفع الجوائز الصحفية عالمياً ١٢٥ مرة، وتحتل «ذا نيويورك تايمز» المركز ١٧ تداولا عالميا، والمركز الثانى على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية.

لافت التحول فى الرأى العام عالميا، يستوجب ألا يفلت الخيط من أيدينا هذه المرة، عدالة القضية الفلسطينية لا تخطئها عين محايد، دعك من العيون الملونة بألوان العلم الإسرائيلى أزرق فى أبيض، قضية الشعب الفلسطينى وحقه فى دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف، قضية عادلة، ولكن للأسف تضيع الفرص السانحة من بين أيدينا وأمام ناظرينا تباعا، كم هى الفرص المهدورة فى عقود خلت، لن نذكر بالماضى.. وا أسفاه.. عد الجروح يا قلم.

ما ينقص قضيتنا متحدثون لبقون احترافيون، مؤمنون بالقضية، مدركون أبعادها، والمرحلة الحرجة التى تمر بها، الاحتلال يتلمظ لضم بقية القدس، ويتحرش بالمجاورين، جوار الأقصى، وهذا جد خطير على القدس الشرقية، العاصمة المرتجاة لدولة فلسطين المتعثرة الولادة بفعل فاعل غاصب.

المعارك فى العصر الإلكترونى تكسب فضائياً وإلكترونياً، للأسف لا نجيد تسويق قضايانا العربية العادلة، ننزف أكبادنا، وننتحر احترابا أهليا على سلطة فارغة المحتوى، ونتلهى عن كسب معركة وجودية بخلافات مرحلية، الجو العام يتغير لصالحنا ونحن عنه غافلون.

من ذا الذى كان يتخيل صفحة أولى كاملة من «نيويورك تايمز» تسجل قصص أطفال (شهداء) الأقصى، وحدثت، الضمير العالمى يستيقظ، أخشى أن يغفو سريعا ويغمض العين بعد اتساع حدقاتها ليرى لمحة من جرائم الاحتلال المسكوت عنها طويلا..

ومن الخيال أيضاً، ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على صفحتها الأولى، الخميس الماضى، صور الأطفال الشهداء وكتبت فوق الصورة «هذا ثمن الحرب»، كما نشرت قصص وأسماء الأطفال ضحايا قصف غزة..

ونحن عنهم غافلون، غضبة إسرائيلية عاتية على «هآرتس» ووصفت بأنها «صحيفة حماس»، ودعا عضو الكنيست، «بتسلئيل سموتريتش» فى تغريدة عبر «تويتر» بمقاطعة الصحيفة: «إذا لم تقم لسبب ما بإلغاء الاشتراك فى صحيفة حماس هذه، فهذه فرصة جيدة».

نقتبس الوصف، هذه فرصة جيدة أن تتوحد الفصائل الفلسطينية ليس على قلب رجل واحد مرحلياً، ولكن على برنامج واحد ناطق بلغة يفهمها العالم، العالم يصيخ السمع أخيرا، أنين أصفال الأقصى يخرق آذان عواصم الصمت على جرائم الاحتلال الإسرائيلى، فلنسمعهم خطابا عقلانيا، يمحو خطابا الخطاب المستهلك الذى ألب علينا العالم، واستغلته دوائر الاحتلال، وترسانته الإعلامية أسوأ استغلال لتعلية كعب الاحتلال الغاصب على حقوق أصحاب الأرض.

«ودمٌ يصنع للإنسان فجْرهْ - ترتوى أرضى به من كل قطره» (من اغنية دع سمائى للشاعر كمال عبدالحليم)، نشرت «نيويورك تايمز» أسماء جميع الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا فى غزة نتيجة القصف الإسرائيلى، ونتشرف بنشرها (براء الغرابلى، يزن ومروان ورهف وإبراهيم المصرى، حسين حماد، إبراهيم حسنين، محمد سليمان، حمزة على، مينا ولينا شرير، زياد طالبا وميريام طالبانى، هلا ريفى، بشار سمور، أمير وأحمد وإسماعيل وأدهم طنانى، خالد قانون، أحمد الهوجرى، لينا عيسى، فوزية أبو فارس، محمد أبو ضى، حور الزاملى، إبراهيم الرنتيسى، محمد زين وأميرة وإسلام العطار،عبدالله جودة، بثينة عبيد، صهيب ويحيى وأسامة وعبدالرحمن الحديدى، يامن وبلال وميريام ويوسف أبو حطب، محمد بحر، يارا وهلا ورولا وزياد وقصى وآدم وأحمد وهنا القولاق، دينا ويزن وميرا الإفرنجى، تالا وتوفيق أبو اللوف، يوسف الباز، رفيف أبو داير، نغم صالحة).

يقينا نقلة نوعية أن تتصدر صور أطفال الأقصى كبرى الصحف الأمريكية والإسرائيلية، ليت قومى يفقهون!