رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

أمر بديع ما تابعناه ونتابعه خلال السنوات الأخيرة من فعاليات وأنشطة تثقيفية واجتماعية وسياسية لدعم العمل فى اتجاه تكوين كوادر شبابية تساهم فى الأنشطة العامة.. قرار رائع تعيين شباب فى مراكز قيادية كمساعدين ونواب للوزراء والمحافظين.. هام وجيد تنظيم مؤتمرات ومنتديات للشباب المصرى وأخرى على المستوى الأفريقى والعالمى، ينظمها ويشارك فيها أعداد كبيرة من شبابنا المتميز بنجاح وتميز..

ولكن من حين إلى آخر نتوقف عند سؤال هام عن شكل ومضمون الخطاب العام الموجه للشباب.. وتفصيلاً الخطاب السياسى والخطاب الثقافى والخطاب الدينى وبشكل خاص الخطاب الإعلامى..

ثم نسأل هل نحن بالفعل معنيون بأمر الانتباه لكل الجهات المصدرة لتلك الخطابات ومدى تأهلها لتلك المهام بالغة الأهمية التى تواجه فيها البلاد الكثير من التحديات فى الداخل والخارج، وحيث هناك إصرار رائع من قبل القيادة السياسية وكل الأجهزة والوزارات على مواصلة العمل الجاد فى مجال تعظيم برامج التنمية والبناء وإنجاز برامج القضاء على العشوائيات.. نسأل مدى أهلية وجدارة أهل التعامل مع الشباب، ومدى تفاعلهم الإيجابى مع المتغيرات المجتمعية والإنسانية المحلية والعالمية التى يعيشها الشباب المصرى..

ونسأل أيضاً هل نأمل التدقيق والتطوير لتلك الخطابات للتوافق من حيث الصياغة والجاذبية وإيقاع الأداء للتوافق مع رؤى وأحلام الشباب؟..

بل نسأل عن مدى مشاركة الشباب أنفسهم فى صياغة تلك الخطابات عبر تفاعل إيجابى معهم فى كل مواقع تواجدهم؟

لقد شغل أمر هذا الخطاب كاتبنا الكبير توفيق الحكيم فى مقال له نُشر منذ ما يقرب من 50 عاماً يقول: عندما كان يقول لى أحدهم أن للكتابات أثراً فى تفكير الشباب كنت أسمع هذا القول ولا أجد فيه بأساً ولا خطراً.. لم أكن أتبين عندئذ أن هذا كلام يجر إلى تبعة من التبعات.. ولكن.. يظهر أن ليس أخطر من إنسان يؤثر فى عقل إنسان غيره !.. رأيت كثيرين من الشبان ينزحون اليوم إلى بلاد الغرب فى طلب العلم، فيصطدمون بحياة أخرى وحضارة أجنبية.. فإذا هم، لدهشتى، يرون فى الأمريكى رجلاً لو فتحت صدره لوجدت دولاراً فى موضع القلب ! ويهيمون باحثين هناك عن «الروح» وتسيطر على تفكيرهم فكرة واحدة: هى روحانية الشرق وعظمتها ومواضعها ومنابعها.. ثم يسيرون خلف «محسن» فى كتاب «عودة الروح» ينقبون كما نقب عن منبع ميراثهم الثقافى والروحى فى رواسب الآلاف من السنين الكامنة فى ضمير مصر، ريفها وأهلها الصادقين.. ويعتزون مثله بأصالة الشعب المصرى ويرددون ألفاظه المباهية بعراقة حضارته ..إلخ

ويسأل الحكيم: أمن الخير أن تدع هذا الشباب يهيم فى مثل هذه المشاعر والأفكار؟ أم أن من الخير أن نصده عنها اليوم قليلاً ونقول له: لا تسرف فى تقديس ماضيك! ولا تجعل مركب النقص الذى استولى على نفس «محسن» يستولى عليك، فتخاف على حضارتك المغلوبة أن تغزوها الحضارات الغالبة.. اغترف بشجاعة من كل منبع، وخذ من كل ميراث.. لتثرى نفسك ويتسع أفقك!

[email protected]