رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

تخيلوا بعض أدوية علاج السرطان تصرف بالواسطة.. الأدوية التى تشتريها الحكومة بأموال المواطنين الغالية الثمن لكى تعالج بها كل المشتركين فى التأمين الصحى من الفقراء والبسطاء وأصحاب الدخل المحدود تصرفها فقط لأصحاب الدخل غير المحدود.. أما الغلابة فلهم الكيماوى «واللى مش عاجبه يشرب من البحر»!

وعمومًا علاج السرطان ثلاثة أنواع، كيماوى، مناعى، موجه.. ونظرًا للآثار الجانبية الخطيرة للعلاج الكيماوى على مرضى السرطان ومعاناتهم الشديدة منه بين الجرعات، بدأت دول العالم التركيز على الأدوية المناعية والموجهة منذ سنوات، ولا يمر شهر دون الإشارة إلى التوصل لعلاج جديد مناعى أو موجه، ومع استمرار إجراء التجارب السريرية عليه، للعمل على تطويره وتحسينه وتقليل آثاره الجانبية.. ولذلك يحقق العلاج بها نجاحًا بنسب كبيرة.. وأغلب هذه الأدوية فى بداية تصنيعها تكون مرتفعة الثمن، والمفترض أن تقوم الدولة بتصنيعها فى مصر لكى تكون فى متناول البسطاء، حتى لا يضطروا وهم فى عز مرارة المرض إلى البحث عن واسطة لصرف الأدوية الغالية.. وكذلك للحد من استيرادها وتوفير ملايين الدولارات لخزينة الدولة، وكان الرئيس السيسى سبق وطالب خلال افتتاح مدينة الأدوية بضرورة تصنيع أدوية السرطان فى مصر..!

وقد وصلتنى شكوى من بعض المرضى يقولون فيها «أن دواء «أوبديفا» وهو من العلاجات المناعية، ويصرف لمرضى سرطان الرئة، وهو على نوعين، نوع يحقن كل 21 يومًا، ثلاثة أسابيع، ونوع يحقن للمرضى كل 15 يومًا، كل أسبوعين، والنوع الأخير يحقن حتى فى حالات عدم توافقه والتحليلات الخاصة به، وهو تحليل pld1، بخلاف النوع الأول.. وهذا العلاج للأسف الشديد اللجنة العليا للسرطان التابعة لهيئة التأمين لا تصرفه سوى بالواسطة والمحسوبيات لأولاد الأغنياء المرضى فقط وعددهم محدود جدًا، وترفض صرفه للمرضى البسطاء». ويضيفون: «بعض المرضى يلجأون إلى أعضاء هذه اللجان فى عياداتهم، ويتحملون قيمة الكشف الذى يصل لدى بعضهم ألف جنيه، لكى يحصلوا على الموافقة على أدويتهم.. وهذا ينطبق على كل مرضى الأمراض المستعصية مثل القلب وأمراض الدم وغيرهما.. هذا بخلاف أن أعضاء هذه اللجان لا يتابعون أحدث الأدوية الجديدة فى العالم، ولا البروتوكولات الجديدة فى العلاج، ويتعاملون ببروتوكول عفا عليه الزمن».

ويؤكد أصحاب الرسالة أن المرضى يشكون مر الشكوى من رئيس هيئة التأمين الصحى والفريق المعاون له، ففى الوقت الذى لا يجلس فيه قيادات البلد فى مكاتبها، بمن فيهم الرئيس السيسى نفسه وينزلون إلى الشوارع لمتابعة المشاريع العملاقة والخدمات التى تقدم للمواطنين، يظل رئيس التأمين الصحى فى مكتبه، ويرفض مقابلة أصحاب الحاجات من المرضى، وللأسف معاونوه أسوأ وأدل سبيل، ومثلهم مثل رئيسهم لا يردون على اتصالات ولا يقابلون المرضى فى هيئة خدمية وظيفتها الوحيدة علاج المرضى!

وإذا كان الرئيس السيسى قد وجه بتصنيع أدوية الأورام فى مصر.. فحاليًا على رئيس الوزراء التدخل وحل هذه الأزمة الخطيرة بما يكفل حصول المرضى بلا استثناء على حقوقهم فى العلاج، ويفتح ملف هذه الهيئة، واتخاذ قرارات حاسمة وحازمة حتى ولو تمت إعادة تشكيل هذه اللجان من أطباء ليس لهم عيادات، أو الاكتفاء بأطباء الأورام فى عيادات التأمين.. وافعلوا خيرًا فى بسطاء هذا البلد وهم بالملايين.. لأن المرض لا يصيب الفقراء فقط وليس ببعيد عن أحد!

[email protected]