رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

 

استعادت الخارجية السودانية أيامها الخوالى، أيامها المجيدة، فوزيرة الخارجية الدكتورة مريم الصادق وجه سودانى صادق، تتحرك بوعى وفطنة وذكاء ودربة وهمة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى قضية السد الإثيوبى، حركة نشطة على كل المحاور والعواصم الإفريقية والخارجية، لم تترك فرصة إلا وبرزت تدافع عن قضية عادلة مستندة إلى حق ثابت تاريخياً  وواقعياً.

بلغة واثقة، واثقة الخطوة، وخطابها عقلانى، ووعى تام بتعقيدات المسرح الدولى، فى تناغم وتوافق وتكامل أدوار مع وزير الخارجية المصرى المقدر السفير سامح شكرى، ثنائى دبلوماسى معتبر، قوة دبلوماسية ثنائية نافذة حققت اختراقات ملموسة، وسيكتب لها النجاح فى سعيهما الحثيث لإحقاق الحق (المصرى/ السودانى) فى مياه النيل الأزرق.. حق الأجيال القادمة فى نهر ارتوى منه الأجداد ولا يزالون.

مريم الصادق.. بنت أبيها مثقفة ثقافة رفيعة، تربت على الزعامة فى بيت السياسة العريق فى طائفة الأنصار العريقة، بنت إمام الأنصار السيد الصادق المهدى الذى ترك فراغاً سياسياً فى الحالة السودانية برحيله، وعوض السودان خيراً بالزعيمة الشابة التى شبت عن الطوق فى مدرسة الصادق المهدى السياسية.

تعرفت إليها مقاتلة فى صفوف المعارضة تحمل رتبة رائد، وناشطة سياسية فى مقدمة صفوف المعارضة السودانية فى مواجهة أمراء حكم البشير، واعتقلت وسجنت، ولم تجبن ولم تتولّ يوم الزحف، ولا هانت ولا استكانت، ولا لانت عريكتها، ولم تتوقف نضالاتها امتداداً لنضال العائلة العريقة، من نسل المهدية التى شكلت ملحمة فى تاريخ السودان الحديث.

خير خلف لخير سلف، بنت أبيها تشق طريقها واثقة الخطى نحو استعادة مجد العائلة العريقة، ولتعوض غياب الإمام الصادق الذى ترك فراغاً عريضاً، تجتهد الطبيبة مريم لملئه بجدارة واستحقاق.

من حسن الطالع أن تتولى المقاتلة مريم الصادق حقيبة الخارجية فى واحدة من معارك السودان الكبرى، معركة الحدود ملتحمة مع معركة السد، معركتان ثقيلتان، ولكن كفايتها السياسية، وخطابها الدبلوماسى الرصين، ولسانها الزرب فصاحة، ولغتها الناطقة بالحق، حجزت لنفسها مكاناً مستحقاً فى الخارطة السودانية المستقبلية، كزعيمة سودانية فى بلد الزعامات التاريخية.

هجمة بعض المنابر الإلكترونية الإخوانية (الكيزان والتابعين) على مريم الصادق ليس مستغرباً، الإخوان يكرهون المدافعين الأشداء عن الحدود الوطنية، لا وطن لهم ولا عهد ولا ميثاق، وكم تأذت الأنصار من عداوة الإخوان، الإخوان استهدفوا المرجعيات السياسية السودانية والبيوتات السياسية، والطوائف جميعاً، أعلنوا العداء لكل من جرت فى دمائهم مياه النيل، مريم تدافع عن ماء النيل يجرى فى شرايينها، وعن حقوق وطنها الموثقة تاريخياً، وتعلم أن السودان لمصر، ومصر للسودان، ومصر والسودان حتة واحدة.

تنهض مريم بمهامها (رغم العكوسات السياسية الداخلية) فى اتساق واتفاق مع نظيرها المصرى، أصبح لمصر وزيران للخارجية فى قضية مصيرية، المقدر سامح شكرى فى القاهرة، والمقدرة مريم الصادق فى الخرطوم، وللسودان فى قضية مصيرية، مثل ما لمصر وزيران للخارجية، صار التحرك المصرى/ السودانى مزدوجاً فاعلاً على الساحتين الإفريقية والدولية، ناهيك عن الدعم العربى المستوجب بالفطرة السياسية.. التقدير فى الشمال لوزيرة الجنوب السمراء مستحق تماماً، فعلاً بنت أبيها.