رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

للكاتب الروائى الأمريكى» دان براون « مؤلف رواية « شيفرة دا فينشى « The Da Vinci Code، عبارة بليغة: «إن سوء الفهم يولّد الشك»، فعلا كما قال الأمير والشاعر عبد الله الفيصل فى «ثورة الشك».. «أكاد أشك فى نفسى لأنى أكاد أشك فيك وأنت مني..»

توطئة مستوجبة لحساسية موضوع الغارمات، وتعاطفى زائد بزيادة، منظرهن يحزن، يقطع القلب، ولكن الشىء إذا زاد على حده ينقلب ضده، وأخشى الظاهرة استفحلت، وتمددت، وتوسعت، وتفرشحت، والفِرْشَاحُ يعنى الأرضُ الواسِعَةُ العَريضَة، والفِرْشَاحُ من السْحاب الذى لا مَطر فيه، أخشى الفِرْشَاحُ من الغارمات الذى لاخير فيه.

<>

لفتنى بوست غاضب كتبته السيدة «نيهال عبدالعزيز» على فيس بوك ، كان نفسى أكتبه من زمان، خشيت قطع الأرزاق، ولكنه بوست معبر عنى واخرين تماما..

وبدون تدخل ، لغوى ، أو نحوى ، أو حتى إملائى وبلغة  البوست العامية تماما، أنقل مقتطفا قصيرا من البوست الطويل والصريح إلى حد الإزعاج الذى كتبته السيدة نيهال التى تضطلع على مايبدو بتفريج كرب الغارمات، ولها سابق خبرة بالظاهرة المجتمعية التى تستلفت الانتباه، تكتب من واقع معاش :

« تنبيه؛ بالنسبه ليا مباخدش أى حالات غارمين بسبب جهاز بناتهم، أى حد يبعتلى أسدد دين غارمه جهزت بنتها بعتذر مش هاخد الحالة مهما حصل.. ويوميا بيجيلى رسايل من البنات إللى اتجوزت، أنقذى أمنا هتتحبس بسبب الجهاز..

وإنتى ما أنقذتيش أمك ليه وحملتيها فوق طاقتها وجبتى شاشتين وأتوماتيك وطقم الصينى وغيره وغيره.. أنا مش هساعد أى غارمة بسبب جهاز أبدا، لأنى معرفش هى اشترت إيه بالفلوس دي، مايمكن جابت ديب فريزر وشاشات تليفزيون ومكنسة، و٢٠ طقم كبايات و٣ أطقم حلل وحاجات useless ملهاش أى ٦٠ لازمة فالدنيا.. الاعتدال حلو برضه فكل حاجة..

لما ألاقى واحدة هتتحبس بشيك ب١٠٠ ألف، وواحدة ب٨٠ ألفا، جبتوا إيه بالفلوس دى كلها، أروح أسدد لكم وصلات أمانة ودى تبرعات وأمانة في رقبتي.. أروح أسدد دين وأنتو شاريين حاجات بالهبل.. هل دا حلال يعنى!!!

<>

الغارمات وفق هذا البوست الفاقع باتت ظاهرة مرضية، مرض مزمن، من الأمراض الاجتماعية السارية، تستوجب تشخيصا اجتماعيا مبكرا، خرجت عن طورها الإنسانى إلى أطوار أخرى، ودخلت إلى فضاءات إلكترونية واحتلت مساحات مجتمعية، هناك متبضعون متمرسون على اهتبال الفرصة السانحة لاستباحة النزوع العاطفى لعمل الخير فى شهر الخير.

وذكر فإن الذكرى تنفع المهتمين بهذه القضية الحساسة، نذكر بالمبادرة الرئاسية الكريمة لسداد ديون الغارمين والغارمات، وهم المحبوسون بسبب دين تعثروا فى سداده نتيجة للظروف الاقتصادية، ووجه الرئيس صندوق «تحيا مصر» أن يتعاون مع مؤسسة  «مصر الخير» لسداد ديون بعض من الغارمين والغارمات من أجل مشروع «مصر بلا غارمين»، بالفعل تم سداد ديون بعض من الغارمين والغارمات بإجمالى مبلغ

١٢,٢٦١,٦٠٢ مليون جنيه على فك كرب عدد ١٠٠٠ حالة، كمرحلة أولى.

فقط هذا عن الإسهام الرئاسي، فضلا عن إسهامات مقدرة للجمعيات والمنظمات الخيرية، والمجلس القومى للمرأة، وكل يملك كشف حساب خاصا بالغارمات، ونذكر بمبادرة ضباط الشرطة عام ٢٠١٥ فى جمع زكاة عدد كبير من قطاع الشرطة ومساعدة ٤١ من بين الغارمين والغارمات فى سداد ديونهم وخروجهم من السجن وقضاء عيد الفطر مع ذويهم آنذاك.

مقصدى هناك جهود متواصلة لتحقيق الهدف الرئاسي، مصر بلا غارمين، ولكن هناك سقوط متوال لغارمات وغارمون جدد فى الفخ المنصوب، تخرج من السجون زرافات من الغارمات، لتدخل أخريات، داخل خارج، لا الظاهرة تنحسر ولا السداد كاف، وكأن هناك من استمرأَ ويستمرئ الظاهرة، بعض العاملين عليها أحيانا أس البلاء والبلايا والبلاوى، بلاها الديون، ومستوجب التصرفات المالية الرشيدة، ليس هناك داع للاستدانة بهذه المبالغ الرهيبة دون قدرة على السداد، التضحية من أجل سترة البنات لا تصل إلى حد سجن الأمهات، على القد، ونكمل فى المستقبل، السجن سجن ولو كان جنة، كيف ترضون على أمهاتكم دخول السجن لتدخلوا انتم قفص الزوجية !!