رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

أعتقد يا رئيس الوزراء أنك تعلم أن أقدم مصنع للسكر فى أفريقيا.. يوجد فى نجع حمادى، وأن أضخم مجمع للألمونيوم فى الشرق الأوسط.. يوجد فى نجع حمادى.. ولكن لا أعتقد أنك تعلم أن كل أمنيات أهالى نجع حمادى فى الحياة ليس إعادة بناء المستشفى الأميرى المهدم منذ سبع سنوات، ولا بناء أعلى أبراج، ولا تشييد منتجع خاص على شاطئ نيلها الفيروزى الذى استولت عليه نوادى الهيئات الحكومية وحجبت رؤيته عن الناس.. ولا كبارى ولا طرق ولا حتى مترو أنفاق.. كل أمنية أهالى نجع حمادى يا رئيس الوزراء.. مغسلة للموتي!

هل هذا كثير على الناس فى نجع حمادى يا رئيس الوزراء، فى زمن انتشار الكورونا بينهم بلا علاج أو تطعيم؟.. هل كثير على الناس أن تجد مكانًا لائقًا لإكرام موتاهم؟.. هم لا يريدون علاجًا ولا غرفًا للعناية المركزة ولا أجهزة تنفس صناعى، ولا أشعة مقطعية، ولا حتى مسحة أو كمامات أو مطهرات.. تصور يا رئيس الوزراء.. هذه الأشياء بالنسبة لأهالى نجع حمادى صارت «رفاهية وفنطزية ودلع ماسخ!».

إلى حد علمى، أن الوحدة المحلية فى نجع حمادى، تحصل على رسم تنمية من مجمع الالمنيوم ومصنع السكر لصالح صندوق الخدمات بالمركز منذ عشرات السنوات، ومن المؤكد يتم صرفها فى أشياء موجودة و«مِسّتّفة» على الورق فقط، وإلا كان الأهالى شاهدوا قيمة هذه الرسوم فى مشروعات خدمية.. لأن معظم المؤسسات الخدمية فى نجع حمادى، ولا أريد أن أقول كل، غير أدمية.. مأساة أن تستخرج بطاقة شخصية، وكارثة لو أردت استخراج بطاقة تموين، ومهانة إذا راودتك نفسك استخراج جواز سفر.. ولا أعرف أين منظومة العمل الإلكترونى، وأين المراكز الخدمية المتطورة من الصعيد كله وليس فقط من نجع حمادي؟.. الناس فى الصعيد يا رئيس الوزراء تبدو كأنها مازالت تعيش فى الكهوف!

وحتى مراكز نجع حمادى الحضارية التى كانت تشع ثقافة وفنا، وظلت على مدى سنوات كجدار ضد التطرف وانحراف الشباب.. تدهورت وتهدمت واختف وحلت محلها المقاهى والكافيهات ولا أحد من المسئولين سواء التنفيذيون أو الشعبيون، ينتبه لخطورة غياب المراكز الثقافية هذه على الشباب.. ولا يدركون إنها كارثة اجتماعية وسياسية، وأن هذا الفراغ بيئة مهيأة لمدمنى المخدرات والمتطرفين!

 ولا أعرف حقيقة لماذا لم تسأل الدكتورة وزيرة الصحة فى زيارتها الأخيرة، المسئولين فى نجع حمادى عن أسباب هدم المستشفى العام الوحيدة بالمدينة، ولمَ لم تطلب التحقيق فى توقف المقاول عن البناء.. هذا المستشفى لم تبنِه الحكومات، وأعتقد أن الذى بناه هو البرنس يوسف كمال، لأن مبناه الرئيسى والعيادات على ما أتذكر، كانت تشبه طراز القصر الذى بناه على النيل فى نجع حمادى، وكذلك المدرسة التى بناها فى نفس التوقيت تقريبًا، والمعروفة بمدرسة البرنس، كان طرازها المعمارى يشبه القصر والمستشفى.. وكانت مدرسة رائعة بفصولها الدراسية ومعاملها وحجرات الموسيقى والرياضة والنحت والرسم والزراعة وملاعبها.. مدرسة أكبر وأجمل من مبانى الكليات الحالية الكئيبة.. وللأسف هدموها مثلما هدموا المستشفى ولم تجد من يحميها!

يا رئيس الوزراء.. الناس فى نجع حمادى، كما قلت كثيرًا من قبل، لا يريدون من حكومات القاهرة شيئًا.. «يا نحلة لا تقرصينى ولا عاوز عسل منك».. وإذا كان على الكورونا فهم كفيلون بها أو هى كفيلة بهم.. لم يعد يهمهم شيء فى الحياة، وكل ما يطلبونه هى مغسلة للموتى.. يا رئيس الوزراء فقط مغسلة للموتى.. ولا أتصور أن الرئيس السيسى يرضيه ذلك، ولا أظن أنه يستكثر على أهالى نجع حمادى هذا الطلب الأخير، حتى ولو من صندوق تحيا مصر.. فهل هذا كثير على أحياء لا يريدون سوى الموت بكرامة؟!

[email protected]