رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نقطة نور

 

 

 

فقدت الصحافة العربية أحد أبرز أعلامها، حيث يعتبر الكاتب السياسى الكبير مكرم محمد أحمد ثانى أهم وأشهر صحفى عربى بعد الأستاذ محمد حسنين هيكل أحد أهم الكتاب الصحفيين فى العالم..

تخرج الأستاذ مكرم محمد أحمد من مدرسة الأستاذ هيكل الذى ضمه للأهرام فور تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة عام ١٩٥٧م وكان قد عمل بالصحافة أثناء دراسته الجامعية بمؤسسة أخبار اليوم التى كان يعمل بها أيضا الأستاذ هيكل قبل أن يتولى رئاسة تحرير الأهرام عام ١٩٥٦م وضم إليها نخبة من ألمع الكتاب فيما بعد وعلى رأسهم الأستاذ مكرم محمد أحمد الذى تولى منصب مدير مكتب الأهرام فى دمشق بعد الوحدة ثم عمل مراسلا حربيا خلال حرب اليمن وعاد للأهرام وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيسا لقسم التحقيقات ثم نائبا لرئيس التحرير ثم مديرا للتحرير مع الأستاذ على حمدى الجمال، وبعد الإطاحة بهيكل فى يناير ١٩٧٤م اعتقد الرئيس السادات أن مكرم محمد أحمد ناصريا مثل أستاذه هيكل، فأبعده قليلا ثم قربه إليه قبل زيارته التاريخية لإسرائيل عام ١٩٧٧م، حيث انفرد الأستاذ مكرم بمانشيت زيارة السادات للقدس قبل جميع رؤساء التحرير فى الأهرام والأخبار والجمهورية. وتقديرا له من جانب الرئيس السادات فقد تم تعيين مكرم محمد أحمد رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور فى يونيو ١٩٨٠م، بينما كان وقتها الأستاذ إبراهيم نافع يتولى رئاسة تحرير الأهرام فقط.

كان الأستاذ مكرم راضيا بالعمل مديرا لتحرير الأهرام مع رئيس التحرير ابراهيم نافع رغم انه كان الأحق بالمنصب، وظل يعمل بإخلاص حتى انتقل للعمل بدار الهلال حيث أنشأ مدرسته الصحفية الخاصة بمجلة المصور اعتمادا على مجموعة من الشباب وبمساعدة الكاتب والأديب الكبير يوسف القعيد. وأعتقد أن مدرسة مكرم محمد أحمد فى دار الهلال جديرة بأن تنافس مدرسة محمد حسنين هيكل فى الأهرام ومدرسة مصطفى وعلى أمين فى الأخبار، وإن كانت مؤسستا الأهرام وأخبار اليوم تتميز بالإمكانات المادية الضخمة باعتبارها تصدر صحفا يومية، حيث أهدر الأستاذ مكرم فرصة ذهبية لإصدار صحيفة يومية عن مؤسسة دار الهلال رغم موافقة الرئيس الراحل حسنى مبارك بعد زيارته للمؤسسة للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسها عام ١٩٩٢ حيث أهدى دار الهلال ماكينة صحفية جديدة بهذه المناسبة مثل ماكينة أخرى أهداها الشيخ زايد للمؤسسة قبلها بأسابيع قليلة.

كان مكرم محمد أحمد هو الكاتب الصحفى الأول فى مصر منذ تولى مبارك السلطة، حيث كان يكتب خطاباته فى الثمانينيات والتسعينيات وبداية الألفية الثالثة كما كان هيكل يكتب خطابات عبد الناصر وموسى صبرى يكتب خطابات السادات مع أنيس منصور.

تولى الراحل قيادة مؤسسة دار الهلال ورئاسة تحرير مجلة المصور لمدة ربع قرن تخرج خلالها أجيال كثيرة ومهمة من الصحفيين منهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ حمدى رزق رئيس تحرير المصور السابق والأستاذ حلمى النمنم وزير الثقافة السابق ورئيس مجلس إدارة دار الهلال الأسبق والنائب الشهير مصطفى بكرى وأحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور وخالد ناجح رئيس تحرير الهلال وبوابة الهلال اليوم وغيرهم الكثير.. كما سعى الراحل للتصدى للمخالفات المهنية بالقنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية، كما شن حملة ضد أجهزة البث غير المرخصة بالتنسيق مع الجهات المختصة، وقد حرص الأستاذ مكرم محمد أحمد طوال فترة رئاسته للمجلس التى استمرت من أبريل ٢٠١٧ وحتى يونيو ٢٠٢٠م على ارساء مناخ إعلامى ودرامى قوامه الالتزام بمعايير المهنة ومراعاة القيم الأخلاقية، وقد كنت شاهدًا على هذا الجهد المتواصل أثناء زياراتى المتكررة له فى مكتبه، حيث لم ينقطع التواصل مع الراحل منذ الثمانينيات وظلت العلاقة الطويلة مستمرة وممتدة بعد الأزمة الصحية التى مرت به العام الماضى وعودته مجددا لمكتبه بالأهرام.