رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

 

 

 

المسخرة فى معاجم اللغة: هى ما يجلب السخرية، يقال: مسخر يمسخر ممسخر مسخرة، وتجمع مساخر ومسخرات، ويقال: مسخره بين القوم هزأ به، وصار مسخرة بين الناس، أى إنه جالب للسخرية.

فى القرن قبل الماضى مع دخول المسرح والسينما، كانت الكوميديا الهزلية تسمى مسخرة، وكانت تعرض روايات هزلية فى بعض المسارح تعرف بالمسخرة، بطلها شخصية آخر مسخرة، يقف على المسرح يسخر من نفسه ومن الآخرين ويجعل نفسه جالباً للسخرية، والممثل الماهر كان هو مسخر يمسخر ممسخر والرواية مسخرة.

يقال إن هذه المسخرة بدأت فى قصور الحكام، كان لكل حاكم بعض المضحكين، يجالسونه وينادمونه ويضحكونه على أنفسهم وعلى غيرهم، يسفهون ويشوهون معارضيه، وقيل إنهم أشبه ببعض النخب الحالية الذين يشوهون ويخونون ويسفهون كل من ينتقد أو يعارض.

وقيل إن هذه المسخرة أخذت من أشهر وأقدم شخصية شعبية، وهى شخصية الأراجوز، أو «القراقوز» الذى ابتكر شخصيته الفنان المصرى لكى يتكسب من ورائه ويطعم أولاده، ولكى يعلن على لسانه بعض الآراء فى الوزراء والحاكم والمماليك.

لا أحد يستطيع أن يحدد الفترة الزمنية التى ظهر فيها الأراجوز، ولا يمكن لأحد أن يصرح باسم أول من اختلق شخصية الأراجوز، كل ما نعرفه أن كلمة «قراقوز» من الكلمات التركية بمعنى «ذو العين السوداء»، أو الذى يرى العالم بعين سوداء، حرفت الكلمة من التركية فى اللهجة المصرية إلى كلمة «الأراجوز»، اشتهرت فى الريف والأحياء الشعبية، وتعد إحدى الشخصيات السياسية، التى تسخر وتمسخر رجال الحاكم.

البعض يرى أن أصل شخصية الأراجوز يعود إلى تركيا وذلك نسبة إلى التسمية، والبعض يرى أنها قد تكون أقدم من العصر المملوكى، واختلقها بعض المصريين واشتهرت فى عصر المماليك.

والقارئ للتاريخ الإسلامى، خاصة فى مصر، يعلم جيداً أن المصريين فى أوقات الشدة والقهر والظلم يطلقون النكات، وينظمون بعض الأبيات التى تسخر من القرارات والوقائع والأشخاص، وكانوا يلقونها فى الشوارع على رجال الحاكم.

فى العصر الحديث، وبعد انتشار السينما والتليفزيون، اعتقد البعض أن دخول التكنولوجيا قضى على شخصية الأراجوز، وأن الأدوات الحديثة أصبحت تقدم ما كان يقوم به الأراجوز قديما، وأن أشكال المعارضة والسخرية أصبحت لها أدواتها ورجالها.

البعض الآخر يرى، وأنا منهم، أن شخصية الأرجواز ما زالت كما هى، صحيح ليس فى شكل دمية، بل أصبحت دمية، يكسوها اللحم والدم.

فى الصباح اقرأ بعض الأخبار أو التقارير أو المقالات، أو اسمع فى المساء بعض البرامج آخر مسخرة، المذيع أو المذيعة أصبح كل منهم بطلا وقائدا وزعيما ومنظرا يقود ويعلم ويسخر وينتقد ويحرض ويحلل ويسب ويلعن من يخالفه الرأى أو الأيديولوجية.. آخر مسخرة.

[email protected]