رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

شهدت مصر خلال الفترة الماضية  عدة حوادث دامية آدمت القلوب وخيم الحزن على كل الوجوه، كان معظمها متتالية ومتزامنة، ما بين انهيار واحتراق وتصادم لتؤكد صحة المثل الهولندى القائل بأن المصائب لا تأتى فرادى، وعلى الرغم من هذا الكم الهائل والكارثى من الحوادث ومنها انهيار برج سكنى بجسر السويس الذى نجم عنه ضحايا وأصيب آخرون. إلا أن حادث تصادم قطارين بسوهاج احتل عناوين جميع الصحف المحلية والعالمية، وتصدر النشرات بجميع وسائل الإعلام المسموعة والمرئية لما خلفه من رعب وهلع واحزان ومصائب ظهرت على وجوه المصريين حزنا على ما شاهده الجميع بل والعالم أجمع من التصادم البشع  وتطاير عربات من القطارين خلال الحادث الذى أذيعت القطات الأولى لوقوعه عبر منصات التواصل الاجتماعى. لقد خلع القلوب منظر الناجين من الحادث وهم يصرخون والدموع تحرق وجوههم فى يوم بارد أثناء بحثهم بين حطام القطارين عن أولادهم واخوانهم وأصدقائهم وكان من بينهم من ينطق الشهادتين وهو مصاب ببتر او فى حالة خطيرة لقد فاحت رائحة الموت من القطارين، وسالت دماء الضحايا والمصابين واختلطت ببعضها بين حطام القطارين، كما شهد الحادث اهتمام المسئولين جميعا بل واهتم به منذ حدوثه الرئيس السيسى الذى وجه رئاسة الوزراء وكل الأجهزة المعنية بالتواجد فى موقع الحادث وشدد على أن ينال الجزاء الرادع كل من تسبب فى هذا الحادث الأليم. كما ذهب الى هناك النائب العام على رأس فريق كبير للتحقيق فى الحادث وتحديد المتسبب فى وقوعه.

وتجد أن النيابة فى تلك المعاينة التى أجرتها بمسرح الحادث قد خلصت الى تَصَوُّرٍ مَبْدَئِيٍّ لِوُقُوعِهِ، بِأَن اصْطَدام القِطَار الإِسْبَانِى القَادِمِ مِنَ الجِهَةِ القِبْلِيَّةِ بِالقِطَارِ المُمَيَّزِ أَثْنَاءَ تَوَقُّفِهِ جِوَارَ الْمَزْلَقَانِ، فَانْقَلَبَتْ عَرَبَاتٌ مِنَ القِطَارَيْنِ وَخَرَجَتْ عَنْ مَسَارِهَا، مِمَّا أَحْدَثَ وَفَيات وَإِصَابَات مِن مُسْتَقِلِّى القِطَارَيْنِ، فَضْلًا عَنِ العُثُورِ عَلَى أَشْلَاءٍ آدَمِيَّةٍ مُتَفَرِّقَةٍ. وعقب ذلك قررت النيابة حَبْسِ سَائِقَيِ القِطَارَيْنِ الْمُمَيَّزِ، والْإِسْبَانِيِّ وَمُسَاعِدَيْهِمَا، ومُرَاقِبِ بُرْجِ مَحَطَّةِ سِكَّةِ حَدِيدِ الْمَرَاغَةِ، وَرَئِيسِ قِسْمِ الْمُرَاقَبَةِ الْمَرْكَزِيَّةِ بِأُسْيُوطَ وَمُرَاقِبَيْنِ بِالْقِسْمِ عَلَى ذِمَّةِ التَّحْقِيقَاتِ، وأمام هذه الكارثة لاقت مصر تضامنا عربيا ودوليا واسعا حيث أعربت العديد من الدول العربية والأجنبية عن تضامنها التام مع مصر جراء الحادث، ولكننا نجد أن هناك مواطنين يستحقون الاشادة وانهم مصريون بحق شكلوا ملحمة بالمحافظات الـ3 سوهاج وقنا وأسيوط وهرعوا للمستشفيات للتبرع بالدم فور وقوع الحادث من بينهم مواطن خرج من ورشته للحدادة وبها شنطة عدته ومناشيره لانقاذ الضحايا والمصابين من بين الحطام ومنهم من نقلهم للمستشفيات بسياراتهم وكذلك السيدة التى طبخت بمنزلها لاستقبال أهالى الضحايا وقدمت لهم وجبات ساخنة وآخرون كانوا يتقاتلون للتبرع بالدم وأكثر من ٣ آلاف لم يتمكنوا لشدة الازحام.. حقا الأهالى شكلوا ملحمة بمعنى الكلمة رحم الله الضحايا وشفى المصابين وصبر ذويهم.