عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

- «أنا مش من بتوع مفيش فايدة يا صفية والكلام ده». أعرف فقط طريقًا واحدًا، أختبر وأعطى نتائجه المدهشة، كلما طلبنا إليه حق اللجوء: العمل المدروس الجاد وحده. لا بديل ولا مجال آخر.. هذا هو الضوء الشارد الآن.. وهو نفسه القابع فى آخر النفق! يعرفه جنود تدربوا وقاتلوا وانتصروا فى معارك وحروب.. مهندسون ينشئون كبارى وجسورًا ويردمون ترعًا ومستنقعات.. يعرفه بعض الأطباء.. وبعض الموهوبين رسمًا ونحتًا وتمثيلًا وغنًاء وشعرًا ونثرًا الخ. أقول «بعض» لأنه لو كانت قيمة العمل والتخطيط والدرس والتفكير معمول بها فى مصر- بل وفى أمتنا بأسرها- لما سقطنا فى هاوية العتمة الفكرية والإنسانية التى تمسك برقابنا، و تحاصرنا إلى حد الاختناق وتفضي- كما صدمنا جميعا مؤخرًا - إلى حد القتل!

- صديقى اليسارى منزعجًا أمسك بهاتفه ليقرأ لى منه ترجمة لكلمة لنتنياهو أمام منظمة الآيباك (الصهيوأمريكية) والتى يتشدق فيها بنجاح خطط إسرائيل لإحكام حصارها حول العالم.. وصديقى الآخر الذى لا هوية سياسية له أمسك أيضًا بهاتفه ليعرفنى كيف تخطط «الماسونية» للسيطرة على العالم بما فيه إسرائيل! عربيًا: لم ينجح أحد.. سجن كبير للعقل والتجديد والتفكير العلمى. يعيش العربى فى معتقل إنسانى ضخم لا يرجى كسر أقفاله راهنا! ولو كسرت فالحاصل أن هناك فجوة بين امتلاك الرغبة وبين القدرة على التنفيذ! صدق أو لا تصدق العالم الإسلامى كله يتطلع إلى الأزهر الشريف كمنارة فكرية ويلتزم بفتاويه.. ولكنها فتاوى يطلبها الناس على مقاسهم.. وحسبما تقودهم أهواؤهم، فهذا يطلق طلقة بائنة ثم يسأل عن مخْرَج؟! يقينا سيكذب لإبطال الطلقة الثالثة!

- فى كتابه الأخير «الشيطان وتجديد الفكر الدينى» نفهم من مؤلفه الكاتب الصحفى نبيل عمر أننا لم نعد نهتم بجوهر الدين، وأن ما يشغلنا هو قشوره: زواج الرسول من عائشة وهى فى التاسعة من عمرها. الخمار.. الحجاب.. الحدود.. أما الهدف النهائى للرسالة المحمدية وهو إتمام «مكارم الأخلاق» فآخر ما يشغل بال المشتغلين بالدين! أما من يصفهم بـ«الكهنوت الشعبى» فهؤلاء يستمتعون بتحديد طرق الوصول إلى الله.. ويمنعون ويمنحون تذاكر العبور إليه!

- رغم أن الأزهر منارة تهفو إليها عقول وقلوب المسلمين والدارسين للدين فى الدول الإسلامية، ومصر فى قلبها، لكنهم لم يتوقفوا ليتدارسوا -ويعالجوا- مثلًا تصرف عنيف يهدد الأرواح أثناء الحج! مشهد مرعب تعرض له والدى وأمى قبل أربع عقود..مرت كل هذه السنوات من دون مواجهة فكرية من أى نوع، مع هذه اللحظة القاتلة التى تعرض لها أيضًا نبيل وزوجته، ولايزال يتعرض لها غيرهم حتى الآن! مشهد الجحافل الممسكة بأيدى بعضها وهى ذاهبة لرمى الجمرات، كأنها كتيبة عسكرية، تزيح هذا وذاك، وهذه وتلك، بحركة أكتافها القوية العنيفة المتتابعة يمينًا ويسارًا بقوة وبقسوة تدهس الناس وتقتلهم فى لحظة. سأل نبيل فى لحظة الخطر: «من الذى علم هؤلاء أن الله بحاجة إلى عنف ودفع إلى حد تعريض حياة الآخرين للخطر فى أداء شعائره؟ كيف يعبرون عن حبهم لله وإيمانهم به بهذا المقدار من القوة ضد الآخر؟ سؤالان لم يفكر رجال الدين أو الكهنوت الشعبى بالإجابة عنهما! فالأولوية لأفكار شيطانية أخرى.