الجائحة كاشفة، وكشف الرئيس الأمريكى جو بايدن عن وجه الإدارة الديمقراطية، وجه كالح، يقول بايدن «إن بلاده لن تشارك لقاحات كورونا مع دول العالم إلا فى حالة وجود فائض لديها».
حلنى، موتوا يا بشر حتى يتعطف عليكم الحاكم بأمره ببعض اللقاحات، فليهلك العالم فقط تعيش أمريكا.
سيد العالم الجديد، جو بايدن، فى كلمة ألقاها عقب تمرير الكونجرس لخطة الإنقاذ الاقتصادى- يخبركم، لا تفكروا فى الحصول على اللقاحات الأمريكية الآن أو الغد، أو لا تفكروا أصلًا، الخطة توزيع ١٠٠ مليون جرعة من اللقاح، وهو الهدف الذى سبق وأن حدده ضمن إنجازات الـ١٠٠ يوم الأولى للإدارة الجديدة.
ممارسة احتكارية دولية فجة، بايدن يحتكر اللقاحات، ويمنعها عن العالم، الرئيس الأمريكى يرفع الكمامة عن وجه الإدارة الديمقراطية القبيح، سلوك أنانى ينم عن تفكير مغلق، اللقاحات للبشرية جميعًا فى حالة الجوائح الكونية، الوباء يضرب العالم، وبايدن لا يتورع عن حجب اللقاحات.
فعلًا، كما يقول الفيلسوف الألمانى «آرثر شوبنهاور»: «إن الأنانية تثير قدرًا من الرعب؛ بحيث إننا اخترعنا السياسة لإخفائها، ولكنها تخترق كل النقب، وتفضح نفسها لدى كل مصادف».
مفضوحة أنانية الإدارة الجديدة، ومهما غلفتها السياسة تفح منها رائحة نفاذة، الإدارة الديمقراطية حتى لا تغلف احتكاريتها للقاحات، بل وتتفاخر بسلوكها القبيح أمام الشعب الأمريكى كسبًا لشعبية مفقودة.
لا أخلاقي.. ولا إنسانى ما يقدم عليه بايدن، اللقاح للبشرية جميعًا قولًا واحدًا، والخروج على مقتضيات الجائحة بالإتاحة، يمارس أبشع صور الاحتكار، الاحتكار فى اللقاحات والعلاجات نتائجه وخيمة على البشرية، وأمريكا ليست بمنجاة، ولن تنجو من الوباء إذا أتمت لقاحاتها، سينتقل إليها مجددًا من المصابين من حول العالم!
كم ستفقد البشرية من أرواح حتى يتم بايدن الـ١٠٠ يوم الأولى من حكمه، يقينا ستفقد عشرات الآلاف، فقط ليثبت بايدن نجاعة أمام مواطنه الأمريكى مقابل سقوط صورة أمريكا فى أعين تنظر إلى اللقاح ولا تتحصل عليه لأن بايدن قرر منع ماء الحياة عن البشرية.
نعم «جحا أولى بلحم توره»، وبايدن أولى باللقاح الأمريكى، ولكن فى الجائحة تختلف الأحكام الحاكمة، والبابا فرنسيس ينوه فى العراق إلى ضرورة التوزيع العادل للقاحات، ويصف الاستئثار باللقاح بأنه لا أخلاقى ولا إنسانى، ومنظمة الصحة العالمية بح صوتها على ضرورة التوزيع العادل، وتزامنًا مع انطلاق حملة التطعيم رسميًا فى دول الاتحاد الأوربى، دعا وزير الخارجية الألمانى للتفكير خارج الحدود الوطنية فيما يتعلق بلقاحات فيروس كورونا المستجد، وقال «هايكو مايس»: «صحيح أن الأمر يتعلق حاليًا فى البداية بعدالة التوزيع فى بلدنا»، إلا أنه لابد فى الوقت ذاته من الانتباه، بأن لا يتم قطع إمدادات اللقاح عن مناطق بأكملها».
وفى تقرير لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأمريكية، كيف أن الدول الغنية وفرت لنفسها جميع الإمدادات العالمية من اثنين من اللقاحات البارزة ضد فيروس كورونا، حيث حجزت ما ينتج منها حتى نهاية عام ٢٠٢١، تاركة دول العالم ذات الدخل المتوسط تتجه إلى الأدوية الروسية والصينية، بينما تواجه الدول الأكثر فقرًا فترات انتظار طويلة كى تحصل على الجرعات الأولى من اللقاح، ما قد يؤدى إلى إزهاق مزيد من الأرواح بين المصابين خاصة مع ظهور سلالة متحوّرة من الفيروس بنسبة عدوى تصل إلى خمسين بالمائة عن سابقاتها وفق دراسة بريطانية.
وهكذا تتوالى الدعوات من حول العالم، جميعها لم يسمعها بايدن السادر فى سياسته باحتكار اللقاحات أمريكيًا حتى يتم تلقيح الأمريكان جميعًا، ولننتظر ما يفيض عن الأمريكان.
الأمريكان أولًا، أرواح الأمريكان أهم، وليهلك العالم، هذا شعار إدارة تتحدث عبر منابرها عن حقوق الإنسان وهى تمارس أبشع صور حرمان الإنسان من حقه فى الحصول على اللقاح، ازدواجية فى المعايير، حقوق الإنسان استخدام سياسى قح، وفج، والبينة على من ادعى، عجبًا «أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ» (البقرة / ٤٤ )، واتساقًا واتصالًا بمعنى الآية الكريمة وبالمثل: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بمراعاة حقوق الإنسان وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ، وتعلنون احتكار اللقاحات للأمريكان دون بقية البشر، ما هكذا تورد يا بايدن الإبل، البعير هلك من قسوة الجائحة.