منشور الدكتور «يحيى نور الدين طراف» على «فيسبوك» يستحق توقفاً وتبيناً، توقفاً أمام تشخيص النفسية الإخوانية الشريرة التى تكره كل ما هو وطنى، وتعمد إلى تفخيخ قوائم الوطن ليسقط من حالق فى قبضة تنظيمهم الدولى، وتبيناً للطابور الخامس الذى يشكل ظهيراً للإخوان، يمدهم بمدد إضافى، ويعينهم على مخططهم الشرير، وإذا واجهتهم تخفوا كالذئاب فى ثياب الحملان، ويطلقون العبارة البغيضة المخاتلة (أنا مش إخوان) وهو ألعن من الإخوان وأضل سبيلاً.
سطور الدكتور طراف تستحق قراءة رشيدة عاقلة، لأنها تمس عصب عار، تسقط القناع، وتعرى ورقة التوت، وتفضح من ينسل بين الصفوف، لتفجير مؤسسات الدولة من الداخل، لتحقيق حلم الخلافة الإخوانية، ينفقون على حلم الخلافة إنفاق من لا يخشى الفقر، ويزعمون فقراً، ويدّعون محنة، وهم شر البشر.
منشور دكتور طراف يمس مواقع ومؤسسات وطنية ينخر فيها سوس الإخوان والتابعين، ومستوجب نفرة لتنظيف جروح الوطن من «أم القيح الإخوانية» بجراحات عميقة، والتقطيب على نظافة، المراهم لا تجدى نفعاً، وكما يقولون آخر الدَّاءِ الكَىّ!.
نعود إلى ما خطه الدكتور طراف:
أبغض الإخوان، وبغضى «للى مش إخوان بس بيحبهم» أشد، فهؤلاء طابور الإخوان الخامس وظهيرهم فى المجتمع وغطاؤهم ووطاؤهم، يقولون قولهم ويباركون فعلهم ويبررون جرمهم، سرًا وعلنًا، لا أمان لهم، هم يد الإخوان التى يجب قطعها ورافدهم الذى يجب تجفيفه، وعلى الدولة ألا تهن فى ذلك وأن تبدأ بهم، كما فعل الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز حين جىء إليه بنفر شربوا الخمر ليقام عليهم الحد، فقيل له إن فلانًا كان جالسًا معهم لكن لم يشرب الخمر بل كان صائمًا، فقال ابدأوا به.
وأبغض الإخوان، وبغضى للإخوانى المنشق أشد، فهو خان بلده كإخوانه، إلا أنه فاقهم فى الخيانة حين انشق على جماعته نفسها فخانها، فهم خانوا الوطن، وهو خان الوطن معهم ثم خانهم، فهو الأخون. فلست أثق فيه ولا آمن له، وكيف أثق فى أو آمن لشخص طاوعه عقله وجهازه العصبى وضميره وحواسه وهو عاقل بالغ راشد، أن يكون إخواناً خائنًا لبلده وشعبه سنوات وعقودًا، ألزم نفسه فيهن بطاعة المرشد طاعة عمياء، لأن فساد رأى المرشد فى يقينه أنفع له من صلاح رأيه، فكان أطوع للمرشد من جسد ميت بين يدى مُغَسِّله؛ فمثل هذا لا تؤمن غوائله ولا يوثق فى قراره ولا عقله، أن يعود فى الضلالة والخيانة مرة أخرى، وإن انشق اليوم عن إخوانه حتى بدا لنا كأن بينهما مثل ما بين المشرق والمغرب. فهؤلاء اختلفوا مع الإخوان وليس مع فكر الإخوان، وما انفك أحدهم كلما عرض لسيرة أئمتهم مثل حسن البنا والهضيبى وسيد قطب، أن نطق بكلمات مثل الإمام والشيخ والشهيد وغيرها وعيناه تفيضان حبًا وودًا وحنينًا ودموعًا.
وأبغض الإخوان، وبغضى لدعاة المصالحة معهم أشد، فالذين يسعون فى المصالحة مع الإخوان، كمن يسعون فى تغيير خلق الله، فالإخوان هجين لئيم ورهط سقيم من البشر جُبل على الخيانة ودرج على الكذب وشب على الإرهاب واحتقار الوطن وكراهية الدولة وعلمها وسلامها وجيشها، وهم لا يملكون تغيير طبائعهم هذه التى تجرى منهم مجرى الدم فى العروق ولا يستطيعون، فعن أية مصالحة يتحدث البعض. لو أنهم ليسوا كذلك فهم ليسوا إخواناً ولا مشكلة، أما الإخوان فلن تقوم معهم مصالحة حتى يصالح الذئب الغنم. فالمصالحة مع الإخوان هى كما ذكرت آنفًا بمثابة تغيير لخلق الله، وما علينا إزاءهم إلا أن نتعوذ من شرهم كما جاء فى سورة الفلق: «قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق».