رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

قضينا أيامًا عصيبة مرت علينا كالدهر دون مبالغة أنا وبعض من أفراد أسرتى مع هذا الكوفيد المتوحش المسمى بكورونا . والذى فرض نفسه علينا فأصبحنا ما بين عشية وضحاها مخالطين ومصابين ، وكان حال المخالطين أسوأ من حال المصابين واكثر رعبا.

ومازلنا نعانى من آثاره ومازلنا نتعامل مع كل شىء بحذر. فعلى الرغم من الاجراءات الاحترازية التى نتخذها من هذا الوباء وأنادى بها وانصح كل من أراه ان يتخذها للحفاظ عليهم من هذا الوباء الذى عمّ العالم كله وأنهك الجميع صحيا واقتصاديا واجتماعيا ،الا انه تسلل الى منزلنا قدرا بأن لاحق وهاجم احد افراد الاسرة اثناء عمله، واصبحنا كالمحاصر مع وحش كاسر لا نعلم اين يختبىء وما سوف يفعله معنا جميعا.

 اصبح الجميع محاصرًا ولا يستطيع احد ان يغفل له جفن فاذا سمعنا سعال المصاب الذى لا ينقطع الا نادرا نبكى من ألمه لانه ليس كالسعال الذى تعودنا عليه فى النزلات الشعبية الحادة ومع كل هذا الرعب تجد الشتاء يمدك اكثر بالاكتئاب حتى اننا اصبحنا لا نرى الا السواد الحالك رغم الاضاءات التى تنير كل اركان المكان.

 الجميع يتحرك كالروبوت، الاجسام تخشبت كأننا نساق الى قدر لا نعلمه ،واصبحنا فى حيرة من امرنا ماذا نفعل أو الى اين نذهب ومن يطبب من ومن يخدم من وكيف .فلم تجد فى هذا الوقت اية تسهيلات من اى نوع وبدأنا رحلة البحث عن العلاج وما هو التخصص الذى يعالج انات وصراخ اعز احبابك وهم يهاجمهم الالم بشراسة فى اجسامهم . واخذنا نستشير اطباء كثيرين حتى اتى اليقين من الطبيب الدكتورطارق صفوت بروفيسور واستاذ الصدر والباطنة الذى ظل طوال تلك الازمة نعم المعالج ونعم الطبيب المشرف على بروتوكول العلاج والواصف له، فهو حقا طبيب العائلة كنا نتصل اذا أهمنا شىء او حدث تطور .فما اكثر الهم والرعب والهلع فى حالات المرض، والذى طلب ان يلزم جميعنا المنزل وترسل له الاشاعات وكل التحاليل الدالة على وجود الفيروس ويكتب البروتوكول العلاجى عبر الهاتف دون الذهاب لعيادته او دفع الفيزيتا .

وامام كل هذا تجد نفسك تشعر بنفس ما يعانى به المصاب فالجميع فى منزل واحد وتتناول مثله برتوكول المخالطين ايضا . وتشعر بوصف فصيلى للاية الكريمة التى تقول «قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون. صدق الله العظيم.  هكذا كان حالنا مصابين ومخالطين .فبعد فرض حاجز بين منطقة او غرفة العزل المنزلى بين المريض وبين المخالطين تبدأ خطوات تحويل المنزل الى مستشفى وتفوح من المنزل جميع روائح المطهرات ,لا صوت يعلو فوق صوت الانات والسعال .وكل خطوة يسكب المطهر حتى اطباق الاكل وكل ما يخص المصاب والمخالط وكل شىء بالمنزل حتى ان هذه الروائح تطغى على روائح الطعام والبرفانات حتى لو كانت ماركة ولا تستطيع مقابلة احد ولا استقبال احد حتى اقاربك واحبائك حتى تحول المنزل الى مستشفى بل اكثر .فانت تحاول انقاذ نفسك ومن معك وتتضرع لله تعالى ان يزيح هذه الغمة والبلاء عن الجميع بل عن العالم اجمع . وفى الوقت نفسه ورغم علمنا ان كل ما يجرى فى ملك الله هو بارادة الله سبحانه وتعالى الا اننا نختصم من كان سببا فى تخليق هذا الفيروس الشرس الفتاك ومن تحوره ومن تسبب فى اذى اى انسان ونختصمه امام رب العالمين يوم القيامة.