رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

 

 

مابين قصة عم عبدالفتاح، وقصة الست امينة مسافة الكيلو مترات فى المكان، وعلى الرغم من ان كلا منهما لا يعرف الاخر ولا تربطهما اية صلة قرابة او نسب او معرفة الا ان القاسم المشترك فى قصتهما واحد، وهو العقوق والجحود القاتل من ابنائهما لهما  فتجد ان اولاد كل منهما حكموا عليهما بالاغتيال المعنوى والاجتماعى والبدنى ايضا،  ونسى هؤلاء الابناء العاقون ان هناك حسابا وعقابا من رب العالمين فى الدنيا والاخرة.

قد تتشابه قصة عم عبد الفتاح مع الام امينة ومع الاف قصص العقوق حتى انك عندما تقرأ سطور هذه القصص المتشابهة والمبكية او تسمعها تجد ان هناك اباء وامهات ماتوا قهرا.. وآخرون فى تعداد الموتى من عقوق الابناء الذين نسوا او تناسوا ان لديهم كنزا هو الاب والام. فالكل يعلم ذلك لكنّ كثيرين لا يدركون قيمة هذه الجوهرة وهم آباؤنا وأمهاتنا الذين ضحوا بكل غال ونفيس فى سبيل إسعاد ابنائهم وتوفير متطلباتهم الحياتية وبذلوا جهودا فوق طاقتهم من أجل مستقبل اولادهم،  فليس من الدين او العقل أن يكون جزاؤهم هو العقوق.

 ففى قصتى عم عبدالفتاح والام امينة تفاصيل تخطت الوقائع التى ارتكبها بعض ابنائهما وتخطت كل الخطوط الحمراء ولم يقتصر العقوق على التطاول أو التجاوز فى حقهما أو أحدهما أو حتى التعدى اللفظى للأسف كما يصدر من البعض وإنما امتد العقوق ليشمل الاغتيال المعنوى الذى ارتبط بتعد واضح أو إهانة صريحة، بل حكم اولاد عم عبدالفتاح على ابيهم كما جاء على لسانه فى وسائل الاعلام انهم اخذوا كل ثروته كاملة وشقا عمره وعمله فى الخارج، واستولوا عليها وعندما غاب فى احدى الدول التى كان يعمل بها وانقطعت اخباره عنهم لفترة لاندلاع احداث دامية فى تلك الدولة التى كان يعمل بها الاب، استخرجوا  له شهادة وفاة وعندما عاد قالوا له انت توفيت.

 ولم يتوقف الامر والعقوق عند هذا الحد بل خدعه احد ابنائه بأن تظاهر احدهم لعم عبدالفتاح بانه سوف يتوجه للمحامى لاعادة اسم والده فى السجلات ليعود للحياة امام الجهات الرسمية،  وطلب من والده بطاقته الشخصية وجواز سفره وكل ما يثبت هويته مستغلين طيبة الاب وبالفعل اخذوا كل ما يثبت هويته وتركوه يلاطم امواج المصيبة التى حلت به وقالوا له انت بقيت ميت بجد ولا يوجد معك اى اثبات انك انت والدنا او اسمك فأنت ميت وكل الاوراق  بتقول انك ميت. ولكن القضية سوف يفصل فيها عندما تظهر نتيجة البصمة الوراثية .

اما الست امينة ومأساتها فقد جاء صوتها عبر الهاتف بطيبته وفطرته ليذكرنا باصوات جداتنا وطيبتهم لتقول بصوت يملؤه الحزن والشجن فى أحد البرامج ..«انا هاتجنن بناتى ما بيردوشى على خالص وبطلبهم فين وفين على مايردوا على تليفونى انا عندى 88 سنة وبترجاهم مايسبونيش  ولادى بيوحشونى، ولكنهم بيبعدوا عنى» ثم ينقلنا صوتها الطيب الى جملة تشق الصدور وتمزق القلوب لتقول للمذيعة والشيخ الضيف «الوحدة هاتموتنى .مش عارفة اروح فين تركت دور المسنين ماقدرتش اعيش فيها لى ولدين لما بروح اسبوع عند دا واسبوع عند دا يقولولى المفروض اخواتنا البنات يشيلوكى معنا ايضا».

 وفى النهاية، فلتتذكر أيها العَاقُ لوالديك خاصة امك إِنْك عندما كنت صغيرا ويصيبك مَرَضٌ أَوْ وجع او مصيبة أن ذلك كان يظهر على ملامح والدتك،  حيث كانت تبذل كل ما تستطيع لكى تشفى أو تعود معافى،  ولو خيروها بين حياتك ووفاتها لاثرت حياتك بكل جوارحها وهكذا الاب يعطى كل ما لديه لابنائه ويبذل كل غال ونفيس فى سبيل اسعادهم فعقوبة عقوق الوالدين يراها العاق فى الدنيا قبل وفاة العاق وفى الاخرة.