رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

رؤى

شعرت بالحزن عندما تحدثوا عن الاحتفال بالثورة فى يوم عيد الشرطة، كنت أظن أن الثورة بدأت يوم الجمعة 28 يناير وليس يوم 25 يناير، نزل الشعب بعد صلاة الجمعة إلى الشوارع وطالب بـ: العيش، والحرية، والعدالة الاجتماعية.

لم أكن أبدًا مع الصدام مع رجال الشرطة، ولا مع اقتحام الأقسام والمراكز والاعتداء على الضباط والإمناء والجنود الذين كانوا يؤدون عملهم، صحيح أغلبنا قبل قيام الثورة رفض ممارسات بعض رجال الشرطة القمعية، وأغلبنا كان مع عزل الوزير وتقديم من تجاوزوا للمحاكمة، وإعلاء حق المواطن، وإعادة شعار الشرطة فى خدمة الشعب، لكن بالقانون وليس بالمواجهة والانتقام.

ما أتذكره جيدًا أن المظاهرات كانت سلمية، كنا نجوب الشوارع فى حراسة ضباط ورجال الشرطة، وأذكر عندما كنا على مشارف الاتحادية طلب منا بعض لواءات الشرطة التوجه بالمسيرة إلى ميدان التحرير، حيث يتجمع هناك آلاف من المواطنين، بعض الشباب فى مقدمة المسيرة أصروا على الوصول إلى القصر واقتحامه، حاولت قوات الشرطة منعهم، قاوموا واصطدموا واشتبكوا ورموا رجال بالحجارة.

يومها كنت مع ابنى نهتف ونطالب: بالعيش، والحرية، وبالعدالة الاجتماعية، عندما تحول المشهد إلى العنف طلبت منه أن نعود للمنزل، وقبل أن نرحل شاهدت أحد الشباب يمسك بحجارة كبيرة، كسرها من رصيف، ويهم بها على رأس أحد رجال الشرطة، أمسكت بيده، وقلت له: ماذا فعل لتقتله، يمنعك؟، هذه هى وظيفته، وهو يؤديها رغم المخاطر، من تحاول قتله ربما يكون أحد اقاربك أو جارك أو صديقا لشقيقك. عدنا للمنزل واكتفيت بعدها بمتابعة مشاهد العنف والاقتحام والقتل واشعال النيران وسرقة مخازن الأسلحة بحسرة وأسى من الفضائيات.

بعد أن هدأت الأوضاع، وتولى المجلس العسكرى، أعلن من ركبوا المشهد عن اعتزامهم الاحتفال بذكرى الثورة يوم 25 يناير نكاية فى رجال الشرطة، وماذا عن الذين استشهدوا عام 1952؟، ماذا عن ابطال مصر الذى رفضوا تسليم قسم الشرطة ومبنى محافظة الإسماعيلية لقائد منطقة القناة البريطانى «البريجادير أكسهام»؟، ما الذى نقوله لأسر وأقارب اللواء أحمد رائف قائد قوات الشرطة، والمقدم شريف العبد ضابط الاتصال المصرى، والنقيب مصطفى رفعت الذين رفضوا تسليم أسلحتهم ومقراتهم؟، ماذا عن الخمسين ضابطا وجنديا الذين استشهدوا تحت قذائف اسلحة البريطانيين الثقيلة؟، وماذا عن الثمانين الذين أصيبوا؟، وماذا عن موقف فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية آنذاك من المساندة والصمود والمواجهة؟، ما الذى نقوله للتاريخ؟

حاولت أيامها مع البعض زحزحة يوم الثورة إلى يوم الجمعة، اصر النخب وقيادات الإخوان على محو واقعة الإسماعيلية من التاريخ، تمسكنا بيوم الإسماعيلية، وتقرر ضمنا الاحتفال بالعيدين فى يوم 25 يناير، وأظن أن الفضل فى الإبقاء على عيد الشرطة يعود للمشير طنطاوى آنذاك.

[email protected]