رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

يقول الحكيم: «صوت يهمس بأذنى باستمرار، أكاد أسمعه يقول.. ظلام الليل لن يطول».

أعلنت وزارة الصحة والسكان، الجمعة الماضي، عن خروج ٧٥٤ متعافيًا من فيروس من المستشفيات، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالى المتعافين من الفيروس إلى ١١٧٥٢٩ حالة نهاية الأسبوع الماضى.

لفت نظرى فى البيان اليومى لوزيرة الصحة رقم طيب لا يعيره الكثير اهتماماً، معلوم الاهتمام منصب على عدد الإصابات والوفيات، وجدل كبير وتشكيك مستمر فى مصداقية الأرقام المعلنة رسمياً، الوزيرة نفسها دكتورة هالة زايد، قالت إن عدد الإصابات عالميا عشرة أضعاف ما يصل إلى المستشفيات، وينسحب القول بالضرورة على أعداد الإصابات التى تصل المستشفيات فى مصر، يعنى اضرب فى عشرة.

المحقق رقمياً تماماً وغير قابل للتشكيك هو أن عدد المتعافين من الفيروس اللعين بلغ حتى نهاية الأسبوع الماضى ١١٧٥٢٩، وهو رقم طيب يبشر بالشفاء، وقبلاً يشى بحجم الجهد الطبى والعناية التى تتوفر فى معازل وزارة الصحة، وكذا نجاعة البروتوكولات المعتمدة طبياً فى مصر، وهى نسخة طبق الأصل من البروتوكولات الطبية العالمية تحت نظر منظمة الصحة العالمية، مع مراعاة كل حالة بحالتها.

هذا للعلم، لأن عدد الإصابات وتواليها يلفت النظر عن عدد حالات الشفاء وتعافيها، نسبة المتعافين من أعداد المصابين، والحمد لله جيدة ومبشرة، وتشيع بعض الأمل فى أجواء العام الجديد، ترفع معنويات المصابين وتلهمهم أملاً فى الشفاء.

إشاعة الأمل بل صناعة الأمل صنعة، وحسنا تتصدر حالات الشفاء بذكاء بيانات وزارة الصحة، وتتأخر حالات الوفاة، الأمل لولاه عليا، وعيش بالامل، ولانملك سوى الأمل، الأمل هى تلك النافذة الصغيرة، التى مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح آفاقاً واسعة فى الحياة.

ورغم قسوة الظرف، ونكبتنا فى الأحبة والخلان، وخشيتنا على من نحب، برضك أنا عندى أمل أن تنزاح الغمة، وأن تشرق شمس عام جديد تدفئ أوصال البشر التى كادت تتجند بفعل الوباء.. وقال الحكيم: «لا تخف من الظلال.. فإنها تعنى أن هناك ضوءاً يسطع فى مكان ما قريب».

ينصح الأطباء بالعناية النفسية كمضاد نفساوى ضد فيروس كورونا الذى يستوجب العزلة والحجر الصحى، الحجر ليس هجرا، الحجر ليس عزلا، الحجر ليس سجنا منزليا، هذا جد خطير ويكسر النفس، مريض كورونا ليس مريضا بالجذام، تفر منه، مع بعض الاحترازات الطبية المعلومة يتحول الحجر إلى هدنة من الشقاء، فرصة لالتقاط الأنفاس فى الأسر المجهدة من توالى الأيام.

الوباء اختيار للإنسانيات والعواطف، اقتراب من البشر، تواصل بعد انقطاع، الورد البلدى جميل والأجمل منه التواصل الإنسانى.

التعافى محقق بإذن الله، والأرقام دالة، فقط الكف عن التحبيط والتثبيط وإشاعة الخوف والرعب، أخطر ما يهدد حياة مريض كورونا الفزع والحجر والعزل، والإحساس بالوحدة، وأن كل هذا العالم من حولى لا أحد، عندما يهجره أهل بيته يكتئب، وعندما يحس بالوحدة فى مواجهة فيروس غدار، يخشى، رهاب الفيروس أخطر من الفيروس نفسه، الخوف من الفيروس يثبط المناعة، المعنويات العالية أقوى مضاد للفيروسات..