رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى المضمون

 

 

 

بدأ منذ للوهلة الأولى لإرهاصات المصالحة الخليجية أن مصر لاعب أساسى، ولن تتم تلك المصالحة بدونها، وطبقًا لشروطها التى تتوافق مع ما تم فى حقها من جرائم على يد النظام فى قطر على مدار السنوات السابقة.

مصر أرسلت وزير خارجيتها للتوقيع على بيان العلا، وفى نفس اليوم أرسلت قطر وزير ماليتها بطائرة خاصة إلى القاهرة، وتضمن البيان الختامى لقمة العلا التأكيد على دور مصر فى رأب الصدع وتدعيم العلاقات مع أختها الخليجيين.

هنا لا بد من طرح سؤال: ما هى المصالح المصرية فى تلك المصالحة؟ فى البداية يجب التأكيد أن مصر لا تقيس تقدمها فى جميع الملفات الخارجية، خاصة العربية طبقًا للمصالح السياسية بمعناها المتعارف عليه، ولكنها تضع أولًا مصالح الأشقاء العرب قبل الحديث عن مصالحها الخاصة.

ويبدو أن مياهًا كثيرة جرت فى النهر الخليجى خلال الأيام الماضية وكان فى القلب منها مصر، طبقًا لحجم ما عانته من التوجهات القطرية أبسطها توجيه إعلامها نحو الهجوم غير المنطقى على مصر، وتخصيص قناة تبث على مدار الساعة عن مصر وتلصق بها كل نقيصة.

مصلحة مصر تتمثل فى رأب الصدع، وتخلى قطر عن سياستها العدائية ضدها، ووقف التحالفات الموجهة ضد نظامها السياسى.

ولعل المتابع للزيارة التى قام بها الشيخ محمد بن زايد ولى عهد الامارات، وتبعتها زيارة وزير خارجية الكويت وسيط المصالحة الخليجية يتأكد بما لا يدع مجالًا للشك أن مصر كانت رقمًا صعبًا فى معادلة المصالحة.

فى النهاية المصالحة تمت وكان يجب أن تتم فلا عداوات دائمة بين الدول خاصة الدول العربية، ومصر كانت دائمًا تفتح نوافذها لكل الدول العربية بما فى ذلك قطر، ولم يحدث يومًا أنها بدأت بعداوة، وإنما دفعت دفعًا إلى كل ما حدث طوال الفترات الماضية.

الأمور لم تنته بإعلان العلا بالتأكيد، والكرة الآن فى ملعب قطر، وعليها أن تثبت أنها حريصة على المصالحة، وبيانها الختامى الذى طالب بعدم التدخل فى شئون الدول، ومكافحة التيارات الإرهابية بكل تشكيلاتها..

مصر تعاملت بحرص على مصالح الجميع ولكنها لن تتهاون فى أمنها واستقرارها بعد أن تم استهدافه لسنوات ظلت خلالها تتمتع بضبط النفس، والصبر إيمانًا منها أن الأمور ستعود فى النهاية لمسارها الصحيح، وقد بدأ هذا المسار ولابد أن يستمر بحرص جميع الأطراف وعلى رأسها قطر على استمرار التوافق طبقًا لبيان قمة الخليج الأخيرة.