رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

يقال: عندما تتأزم الأمور، وتتعقد المشاكل، وتسود الدنيا فى وجهك، وتشعر بالعجز فى التوصل إلى حل فى بعض المسائل التى تهمك، أو تخص أحد أفراد أسرتك، عليك باللجوء إلى الله عز وجل، تصلى وتطلب المشورة، والمؤكد أن الله عز وجل سوف يختار لك ويرشدك إلى ما هو أصلح وأنفع، كيف يتلقى الإنسان رأى الله؟، هل فى: الحلم، الرؤية، الإلهام؟، ومن الذى يحمل إلى الإنسان رأى الله عز وجل؟، سيدنا جبرائيل أم أحد الملائكة؟، وهل تلقى المشورة تدخل فى باب الوحى؟

الاستشارة أو الاستخارة تعد أقدم وسيلة عمل بها الإنسان فى حالات عجزه عن اتخاذ القرار، يلجأ إلى الله، يصلى ويتضرع بالدعاء، ويطلب منه ان يختار له، ان يقرر له ما هو الأصلح.

فى حضارات المعابد، قبل الأديان، كان الإنسان يذهب إلى المعبد يصلى ويدعو، وكان رأى الإله يصله إما بشكل مباشر وفورى، فقد كان يقف أمام التمثال ويحمل فى يديه ما احتار فى الاختيار بينهما، ويلوح بهما إلى الإله، ويشير الإله إلى احد اليدين، أو أن المستشير يسمع قرار الإله فى هاتف اليقظة، أو انه ينام فى المعبد ويتلقى مشورة الإله فى المنام، العديد من الحكايات وصلتنا لوقائع فى الحضارة الفرعونية والكنعانية والاشورية والكادية والفينيقية.

الشيء نفسه لم يتغير بعد ظهور انبياء، ونزول ديانات من السماء، فى اليهودية والمسيحية والإسلام، لم يعد الإنسان فى حاجة إلى الذهاب إلى المعبد والنوم أسفل أقدام الإله، بل أصبح من المتيسر أن يتلقى المشورة فى منزله أو مقر عمله، كل ما عليه ان يتطهر ويصلى ويتضرع بالدعاء.

البخارى ذكر فى ثلاثة مواضع خبرا رواه جابر بن عبد الله رضى الله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة فى الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إنى أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى – أو قال: عاجل أمرى وآجله – فاقدره لى، ويسِّره لى، ثم بارك لى فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لى فى دينى ومعاشى وعاقبة أمرى – أو قال: فى عاجل أمرى وآجله– فاصرفه عنى واصرفنى عنه، واقدر لى الخير حيث كان، ثم أرضنى به» قال: «ويسمى حاجته». الحديث أخرجه: أحمد،والترمذى، وأبو داوود، والنسائى، وابن ماجه.

بعض من حكوا عن الاستشارة، اختلفوا فى وسيلة التلقى، البعض تلقى المشورة فى: النوم، والبعض الآخر في: رؤية، والبعض الثالث: شعر براحة وميل إلى احد الخيارات، من الذى حمل له المشورة الإلهية؟، وهل بالفعل أن الله استجاب إليه وأكرمه برأيه؟. الله أعلم.

[email protected]