رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

قرأت يومي السبت والأحد الماضيين مقالين للكاتب الكبير فاروق جويده فى عموده اليومى بجريدة الأهرام، خلاصة ما كتب الأستاذ فاروق أنه كان يعارض فى مقالاته رأي الأستاذ الدكتور عبد المنعم سعيد الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام، عن تدافع الدول العربية للصلح مع إسرائيل.

خلاصة ما كتب الأستاذ فاروق جويدة أنه يرفض فكرة السلام مع إسرائيل على اعتبار أن إسرائيل لها مطامع أكبر من مجرد الصلح مع العرب. بعد أن قرأت هذين المقالين تذكرت سريعا ما قاله الرئيس الإسرائيلى السابق مناحم بيجن حين استقبل الرئيس البطل أنور السادات عند وصوله إسرائيل، وبعد أن ألقى الرئيس السادات خطابه فى الكنسيت الإسرائيلى فلا شك أن هذا الخطاب موجود لدى كافة وسائل الإعلام العالمية فقد كانت تلك الزيارة حدثا عالميا غير متوقع لان البطل الذى هزم إسرائيل ذهب بنفسه إلى الطرف المهزوم.

المهم أن الرئيس مناحم بيجن تعقيبا على خطاب الرئيس الراحل أنور السادات، أحضر خريطة كبيرة جدا ووضعها على حائط الكنيست ثم أمسك بمؤشر لا يقل طوله عن المترين مشيرا إلى تلك الخريطة بدءًا من منطقة الخليج العربية مرورا بمصر ثم دول شرق افريقيا حتى المحيط الأطلسى ثم جنوب افريقيا مرورا بباب المندب ثم العودة إلى منطقة الخليج، وبعدها قال مخاطبا العالم: إننى أريد من العالم أن يتصور معى ما ستؤول اليه المنطقة التى أشار اليها اذا ما اتحدت العقول الإسرائيلية مع الأيدى العربية والخيرات الموجودة فى هذه المنطقة.

هكذا كان حلم الرئيس الإسرائيلى مناحم بيجن فكان يحلم باليوم الذى تتحد فيه المنطقة العربية والافريقية مع بعضها وكأنه يقول للعالم إن إسرائيل ستحكم العالم من منطقة الشرق الأوسط وافريقيا بعد أن يتم الصلح مع شعوب المنطقة، هذا الكلام ثابت لدى جميع أجهزة الاعلام العالمية ويمكن للكافة الرجوع للخطاب التاريخى للرئيس الراحل أنور السادات اثناء زيارته الكنيست الإسرائيلى، والذى أعلن فيه للعالم أنه لم يحضر إلى اسرائيل من موقف ضعف ولكن حضر من أجل تحقيق السلام للمنطقة.

ما أريد أن أقوله للأستاذ جويدة إن إسرائيل بالقطع لها أحلام كبيرة جدا فى منطقة الشرق الأوسط وافريقيا، أحلام لا حدود لها، فمسألة الصلح مع العرب هى البداية لهدف أكبر بأن تضع يدها على المنطقة العربية والافريقية كلها، فهذا هو حلم إسرائيل وهو ما أقر به الرئيس مناحم بيجن. فهذا يا أستاذ جويدة حقيقة ثابتة لدى كل أجهزة الإعلام العالمية، فالأطماع الإسرائيلية معلنة وليست خافية على أحد وإن السلام بين إسرائيل والدول العربية ما هو إلا بداية لتحقيق الحلم الأكبر لإسرائيل فى المنطقة العربية والافريقية.

هذا مع الأسف الشديد هو مطمع إسرائيل ليس فقط فى المنطقة العربية ولكن فى افريقيا كلها فإسرائيل تريد أن تضع يدها على خيرات العرب وافريقيا والتى مازالت بكرًا لم يمسسها أحد بطريقة جدية فالمنطقة مليئة بالمعادن والزراعة وخيرات أخرى لا أول لها ولا آخر، وحلم إسرائيل الأكبر أن تحكم العالم من هذه المنطقة، فهل يا ترى هذا حلم سيصبح حقيقة؟ ومتى سيتحقق الحلم؟ يا ترى بعد عشر سنين أم بعد خمسين عامًا أم بعد مائة عام.. الله أعلم!

بقيت كلمة لابد أن أذكرها، فنحن العرب والأفارقة شعوب وحكام السبب فى مطامع إسرائيل فى أراضينا وخيراتها، وللحق فإن العالم كله يقف إلى جانب إسرائيل فى أهدافها ورغباتها ربما حبا فيها وربما كرها فى العرب والإسلام لما سببه فى الفترة الأخيرة من كوارث سواء بالتفجيرات أم القتل أم الدهس أم الطعن وما إلى ذلك من أعمال إرهابية جعلت العالم كله ينفر من العرب عامة والإسلامية بصفة خاصة.

السؤال الآن.. ماذا نحن فاعلون نحن العرب والأفارقة والمسلمين عامة بعد أن وصلنا إلى هذا المنحدر الذى يصعب الصعود منه؟ إن البحر من أمامنا والعدو من ورائنا، فهل يا ترى سنعود مرة أخرى للحرب؟ هل سنعادى العالم كله الذى يقف وراء إسرائيل؟ هذا هو السؤال.. ولكن جواب السؤال عند لله سبحانه.

وتحيا مصر.